full screen background image

هأَنَذَا أَرْسِلْنِي! اشعياء: ٦: ٨

260

الأب صباح گمورا


ذكرى الاثنين والسبعين تلميذاً!

قبل ألفي عام، نادى ربّنا تعال اتبعني!
ولا يزال يواصل قوله لكثير من الناس. فدعوته إلى التلمذة عامة ولا يستثنى أحدًا منها. يرغب في شمولنا في هذه التجربة ولا يريدنا واقفين بطّالين (متى ٢٠: ٦). كما ويريد الرب أن لا تقتصر التلمذة على الإتّباع وإنما أن نكون مُرسلين لنقل كلمة الله إلى العالم بغيرة قصوى…
ما أراده يسوع في البعد الإرسالي:
١.جمع التلاميذ معًا.
٢.دخل معهم في علاقة.
٣. منحهم ملئ الحياة.
٤.لازمهم وأيّد خطواتهم.
٥.علّمهم وملأهم روحه القّدوس.
٦.أعطاهم سلطاناً روحياً.
إن ما يلفت انتباهنا في هذه الإرسالية إن يسوع يرسلهم إثنين إثنين، مذكراً إيّانا بأن المهمة مشتركة بين الجميع، وليست حكراً لشخصٍ ما أو فئة خاصة. أي إن الجانب الجماعي للرسالة ضروري جداً. ومن خلالها يدعونا يسوع إلى أن ندخل في علاقة معه ومع بعضنا البعض ليوحدنا جميعنا مع الله ابيه…
هناك ثلاثة جوانب في هذه المهمة:
أولاً، طلب يسوع من تلاميذه الصلاة من أجل المزيد من “الفعلة” للخروج إلى أقاصي الأرض لأن الحصاد كثير.
فالصلاة تسبق الإرسالية لأنها:-
١.تمثل إتكالًا على الله.
٢. تدعم الرسالة نفسها.
٣.تساعد في الحفاظ على تركيز التلاميذ وصدقهم.
ثانيًا، فورية المهمة “إذهب” ولا داعٍ للقلق أو التفكير السلبي. أي تركيز الذات وتوظيف النفس بشكل كامل في سبيل المهمة. وعلى التلاميذ إعلان جهوزيتهم لإظهار ذلك في سلوكهم الإيجابي ومن دون التفكير في الأبعاد الدنيوية، فيقول لهم يسوع: لا تَقتَنوا نُقوداً مِن ذَهَبٍ ولا مِن فِضَّةٍ ولا مِن نُحاسٍ في زَنانيرِكم (متى ١٠: ٩). أي عدم القلق أو الإنشغال بشأن هذه الأشياء، فهي ليست مهمة تقريبًا مثل الرسالة.
ثالثًا، التركيز في تفاصيل البشارة نفسها. فيدعوهم يسوع بأن يكونوا سعاة السلام ليقدموه عند دخولهم أي بيتٍ. لأن السلام الحقيقي هو العلاقة مع المسيح وتلاميذه والكنيسة ومع أي إنسان نصادفه. ولا يتحقق هذا النوع من السلام إلا عندما يكون هناك انسجام وتوافق بين الناس أجمعين. ويمنحهم الرب أيضاً مهمة عجائبية ألا وهي معالجة المرضى، فهدفها مشخص إلى المحتاجين والمساكين والمهمشين…
أخيرًا، هناك إلزامية الرسالة، أي على التلاميذ أن يعلنوا مجيء ملكوت الله ولكن بملئ الفرح في سياق الحب الحي… إن وصايا يسوع إلى الاثنين والسبعين مفيدة لنا اليوم كي نسير نحن أيضًا كمثالهم فنكون شهوداً لربنا في أقاصي الأرض(أعمال الرسل ١: ٨). جميعنا مدعوون لحمل البشرى الجديدة (الإنجيل)… وكما قال يسوع منذ البدء لتلاميذه الأولين “تعال اتبعني”. يُسمعنا اليوم ربنا دعواه ليرسلنا نحن أيضًا: يتطلّب منا الاستعداد مبتدئين “بالصلاة … وقوّة العزيمة، أي الإنطلاق الفوري… والإهتمام الجاد بفحوى المهمة… وهكذا فمع من سبقنا سنساهم في نقل البشرى الخلاصية.”