full screen background image

البعد الكتابي في رحلة القلب الالهي! حقائق عيد قلب يسوع الاقدس

264

بقلم: الأب صباح

( لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ)( يوحنا ١٥: ١٦)، يشدّد ربنا كما ورد في هذه الآية على إنه هو الذي بدأ واختارنا. وهكذا بدأ مع التلاميذ ليقول (اتبعني)، وللحال كان ردّة فعلهم ايجابياً، فتركوا كل شيء وتبعوه…
وهكذا على مر العصور يبادر ربنا في اختياره الحر لحمل رسالة ما.
وهنا يختار يسوع القديسة مارغريتا ألاكوك لتكون سفيرة قلبه الأقدس. تلك الفتاة التي حظيت بظهورات عدة، وكان أعظمها كان في ١٦ حزيران ١٦٧٥، من خلالها عرّفها على أسرار قلبه الاقدس وحبه الإلهي اللامحدود للبشرية. وطلب منها الإحتفال لتكريم قلبه الأقدس وذلك بعد عيد الجسد، على ان يتم تفعيله:
١. بتناول القربان المقدس كل أول جمعة من الشهر ؛
٢. والقيام باصلاح الذات.
وقد وجّه إليها يسوع كلمات قائلاً:
“انظري إلى هذا القلب الذي أحب الناس كثيرًا، ولم يبخل بشيء ابداً، حتى أنه كان مرهقاً ومستنزفاً، وكل ذلك ليشهد قلبي بمحبته لهم. وفي المقابل، لم أتلقى من العدد الأكبر شيئًا سوى الجحود بسبب عدم احترامهم وتدنيس المقدسات، والفتور والإزدراء الذي يظهرونه لي مقابل سر الحب هذا. وأكثر ما أشعر به هو أن القلوب المكرسة لي هي التي تعاملني بهذه الطريقة.
لذلك، أطلب منكِ تخصيص يوم الجمعة بعد عيد الجسد ليكون عيداً خاصاً لتكريم قلبي، من خلال المداومة والتواصل، والتعويض عن الإهانات التي تلقاها قلبي بعمل مهيب. أعدك بأن قلبي سيوسع ذاته ليُلقي بوفرة محبته الإلهية على أولئك الذين سيكرمونه بهذه الطريقة او يكونون سبباً لنشر هذه العبادة…
تحديات رسالة القديسة مارغريتا!
لم تكن حياتها سهلة، فقد وعدها الرب بأن تحمل الصليب معه. لذا قاست عذابات جسدية وأمراضاً متعددة، واضطهادات متنوعة من معيتها من الراهبات، وكل ذلك لم يثنها عن اعتبار الصليب طريقاً للخلاص، فكتبت بذلك الشأن خبرتها الروحية قائلة: (إن الصليب هو مجدي الأكيد، إنه الحب الذي يقودني إليه، فحبّ ربي وحده يمتلكني وهو كفايتي…
يوحنا والقلب الاقدس!
يروي لنا يوحنا الإنجيلي قصة القلب الالهي المنازع على خشبة الصليب من أجل خلاصنا ليقول:(لكِنَّ واحِداً مِنَ الجُنودِ طَعَنه بِحَربَةٍ في جَنبِه، فخرَجَ لِوَقتِه دَمٌ وماء)(١٩: ٣٤).
فمن ذلك القلب يريد ربنا أن يملئ قلوبنا بنعم حبه اللامحدود كي يرافقنا في دروبنا ليكون رفيقنا، دليلنا، مرساتنا، حامينا، مثبتنا، ودرعنا في مواجهة شرور هذا العالم.

ختاماً، أيا قلب ربي يسوع، يا من فيه كل كنوز الحكمة والمعرفة ارحمنا. نسألك أن تأخذ منا قلب الحجر، واعطنا قلباً من لحم. قلباً يرحم من برفقتنا كقلبك الحنون على البشر اجمعين…
مبارك لجميعنا عيد قلب يسوع الاقدس، ولنسعى دوماً لتكريمه ومدحه ومحبته، عسى أن ننال اليوم بعيد قلبه الوديع وافر النعم!