full screen background image

آية وتأمل: ( تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ )

282

الأب صباح بولص كمورا

آية وتأمل: متى ١١: ٢٩
( تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ )

تأمل: قلب ربنا مسكن يريح قلوبنا!
بعد أن ختمنا يوم أمس الشهر المريمي وفي مِسكِه كلّلنا مريم أمنا ملكة كوننا، إنها حقاً مسارا تقود دربنا للولوج في أعماق سر القلب الإلهي. وهكذا من خلال رحلة الشهر المريمي ندخل اليوم شهر حزيران المكرّس لقب يسوع الأقدس، ذاك القلب الذي هو لمحة عن قلب الله المحب. مؤكّداً لنا أنه عندما نراه، نرى الآب( يوحنا ١٤: ٨).
حينما صعد ربنا الى السماء، وقف عن يمين الله الآب، فعاد بذلك إلى مجده الذي كان له قبل إنشاء العالم. متشفعًا إلى الأبد من أجلنا.
فقبل ساعة الألم ، ساعة مجده، صلى الرب للآب من أجل احبائه التلاميذ وكنا نحن أيضاً ضمن مجال فكره. يذكرنا يوحنا الإنجيلي بتلك الصلاة الرائعة والتي سميت الكهنوتية، فكانت عبارة عن حديث بين الإبن والآب، من أجل تلاميذه قائلاً: (أَظهَرتُ اسمَكَ لِلنَّاسِ الَّذينَ وَهَبتَهُم لي مِن بَينِ العالَم. كانوا لَكَ فَوهبتَهُم لي وقَد حَفِظوا كَلِمَتَكَ وعَرفوا الآنَ أَنَّ جَميعَ ما وَهَبتَه لي هو مِن عِندِك وأنَّ الكلامَ الَّذي بَلَّغَتنيه بَلَّغتُهم إِيَّاه فقَبِلوه وعَرَفوا حَقّاً أَنِّي مِن لَدُنكَ خَرَجتُ وآمنوا بِأَنكَ أَنتَ أَرسَلتَني.إِنِّي أَدعو لَهم ولا أَدعو لِلعالَم بل لِمنَ وَهبتَهم لي لأَنَّهم لَكَ) ( يوحنا ١٧: ٦-٩). يتحدث يسوع عن تلاميذه – أولئك الذين وقفوا دوماً بجانبه وحفظوا كلمته. وقبلوها وفهموا كل ما علّمهم إياه … وبالرغم من اخفاقاتهم وتقلبات أفكارهم لكن الرب كان مشبعاً بمحبة وبأمانة مطلقة تجاه وحدتهم وقداستهم مظهراً بذلك أيضاً نظرته الإيجابية تجاه قداسة شعبه. إن هذه الصلاة التي رفعها يسوع لله الآب لم تكن اعتذارًا عن إخفاقات في السلوكيات. بدلاً من ذلك، نلمح، من خلال قلب يسوع الأقدس الذي ضحّى بذاته من أجلنا على الصليب، ولم يكتفِ حب قلبه بذاك القدر، لكنه كلله بقيامته المجيدة ليُظهر لنا قوة القيامة تلك القادرة بشكل لا نهائي على تغييرنا بالرغم من ضعفنا وفشلنا وسقطتنا. وهكذا بقوة محبته العظيمة قد انتصر على الخطيئة والجحيم والإبليس، لذا صار موته وقيامته سنداً لضعفنا، فأصبحت قوّته قوّتنا، ليحولنا، ويهدينا، ويغيّر كل جزء من كياننا إلى مستوى أعمق لنصل بذلك إلى أعماق كيانه لنسكن معه عبر محبة قلبه بشكل ابدي.
ختاماً، لنسلم حياتنا في يديه الأمنيتين والمباركتين، لنجد راحة كاملة، ولنلج إلى اعماق فؤاده لنتعلم دروساً من محبته، وحين ذاك ستصبح قلوبنا شبيهة بقلبه الأقدس. آمين
لنتحد جميعاً عبر شهر قلب يسوع الاقدس للصلاة معاً طالبين من نبع حبه الإلهي أن يترحم علينا ويشفق على عالمنا للنجاة من الشرور ومن وباء كورونا.