full screen background image

البابا فرنسيس: لتساعدنا العذراء مريم لكي نكون أول من يقبل الراعي الصالح ويتبعه

360

تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة “إفرحي يا ملكة السماء” مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها في هذا الأحد الرابع من زمن الفصح، الذي يُدعى الأحد الراعي الصالح، يقدم الإنجيل يسوع على أنه الراعي الحقيقي الذي يدافع عن خرافه ويعرفها ويحبها.

تابع الأب الأقدس يقول وهو الراعي الصالح يتعارض مع “الأجير” الذي لا يهتم بالخراف لأنها ليست له. يقوم بهذه المهمة فقط مقابل أجر، ولا يكلف نفسه عناء الدفاع عنها: وعندما يصل الذئب يهرب ويتركها. أما يسوع، الراعي الحقيقي، فيدافع عنا على الدوام ويخلصنا في العديد من المواقف الصعبة والخطيرة، من خلال نور كلمته وقوة حضوره، اللذين نختبرهما على الدوام ويوميًّا إذا أردنا أن نصغي.

أضاف الحبر الأعظم يقول أما الجانب الثاني فهو أن يسوع، الراعي الصالح، يعرف خرافه والخراف تعرفه. كم هو جميل ومعزٍّ أن نعرف أنَّ يسوع يعرفنا فردًا فردًا، وأننا لسنا مجهولين بالنسبة له، وأن اسمنا معروف بالنسبة له! بالنسبة له نحن لسنا مجرّد “حشد” و”جمهور”، لا. نحن أشخاص فريدون، ولكلٍّ منا تاريخه الخاص، ولكلٍ قيمته الخاصة، سواء كخليقة أو كشخص افتداه المسيح. وبالتالي يمكن لكل فرد منا أن يقول: يسوع يعرفني! هذا صحيح، إنَّ الأمر على هذا النحو: هو يعرفنا أكثر من أي شخص آخر. وحده هو الذي يعرف ما في قلوبنا، النوايا، والمشاعر الخفية. إنَّ يسوع يعرف نقاط قوتنا وعيوبنا، وهو مستعد على الدوام لكي يعتني بنا، ويشفي جراح أخطائنا بوفرة رحمته. فيه تتحقق بشكل كامل صورة راعي شعب الله التي حددها الأنبياء: فهو يعتني بخرافه، ويجمعها، ويضمِّد الجريح منها، ويداوي المريض منها: كما نقرأ في سفر النبيِّ حزقيال.

لذلك، تابع الأب الأقدس يقول، يسوع الراعي الصالح يدافع عن خرافه ويعرفها ويحبها. ولذلك يَبذِلُ نَفسَه في سَبيلِ الخِراف. إنَّ محبّته لخرافه، أي لكل واحد منا، تحمله لكي يموت على الصليب، لأن هذه هي إرادة الآب، ألا يضيع أحد. إنَّ محبة المسيح ليست انتقائية، وإنما هي تعانق الجميع. ويذكرنا يسوع نفسه بذلك بهذا في إنجيل اليوم، عندما يقول: “ولي خِرافٌ أُخْرى لَيسَت مِن هذِه الحَظيرَة فتِلكَ أَيضًا لابُدَّ لي أَن أَقودَها وسَتُصغي إِلى صَوتي فيَكونُ هُناكَ رَعِيَّةٌ واحِدة وراعٍ واحِد”. هذه الكلمات تشهد على قلقه الشامل: إنَّ يسوع يريد أن يتمكن كل شخص من الحصول على محبة الآب واللقاء بالله.

 
إنَّ الكنيسة مدعوة لكي تسير قدمًا برسالة المسيح هذه. بالإضافة إلى الذين يترددون على جماعاتنا، هناك العديد من الأشخاص الذين يقومون بذلك فقط في حالات معينة أو لا يفعلون ذلك أبدًا. لكن هذا لا يعني أنهم ليسوا أبناء الله الذين يوكلهم الآب إلى يسوع الراعي الصالح الذي بذل حياته في سبيل الجميع.