full screen background image

مار يوسف محامي الكنيسة المقدسة

389

الأخت بولين

كثيرة خبرات الحياة مع القديس يوسف التي ساندت خطواتي وما زال إلى اليوم يحامي حياتي. بحق يقال عنه: محامي. هذا اللقب منحته إياه الكنيسة المقدسة منذ عام 1870 على يد البابا الطوباوي بيوس التاسع. كما والحق يقال هو حارس للطفل يسوع، دافع عنه ضد هجمات هيرودس. كما نرى اليوم وبفخر تقال للبابا فرنسيس بأنه محامي الكنيسة الكاثوليكية ضد هيرودس اليوم. ومن هو هيرودس في عالم اليوم؟ إنهم أعداء اللإنسلانية والمسيحية، يهاجمون من دون رحمة، وترى البابا فرنسيس يقف ويصد هذه الهجمات بمقالات وزيارات والروح الإنسانية الطيبة. مار يوسف والبابا رعاة ما بين الأمس واليوم يجددون فينا روح الإيمان، وينشأون عالماً مملؤاً بالمحبة والأخوة والفرح.

اليوم، فرصة كبيرة لي أن أجد هذا التقارب الروحي بين القديس يوسف وقداسة البابا فرنسيس، إذ تأملت فيهما كثيراً، وفي كيفية تعاملهما مع أمور ومواقف الحياة، أراهم لا بل أبصر حمايتهم للطفولة البريئة؛ فكما حمى مار يوسف الطفل يسوع من القتل في بيت لحم على يد هيرودس، هكذا اليوم البابا فرنسيس يحامي الأطفال؛ إذ يقول: ” أن الذي يضع أسلحة بين أيدي الأطفال، بدلاً من الخبز والكتب والألعاب، يرتكب جريمة ليس فقط ضد الصغار، وإنما بحق البشرية جمعاء”. يا لهما من شخصين أحباب على قلب الله والبشرية، يرافقون أبنائهم منذ الصغر حتى يشملون بعطفهم وحنانهم من هم بالكبر. رجُلين تقدست حياتهم بالفقر والتواضع، مسوا دواخل أعماقي وحافظوا على نقائها، محامين عني من شر يحيطني، فهجمات العدو تحيطينا في كل آن وفي شتى المواقف. أحياناً، ننسى أو نتناسى عماذنا او تكريسنا فتجرفنا العولمة وتغدو بنا إلى الغرق. لكن، فقط عندما أقول: يا مار يوسف … صلي لأجلنا. أجد أن حياتي تتحول إلى ما لم أكن عليه فيما سبق. أنه أنتشال روحي والعودة إلى البصيرة الروحية. أما توعية البابا فرنسيس لي؛ فقد مست السلام الداخلي لنفسي كي تبقى طاهرة نقية تستوعب كمية محبة الله لها.

هذان المحاميان للكنيسة الجامعة تتجلى فيهما مصاعب أحتمال الرحلة بدون الهرب من المسؤولية. فهم متابعان لروحانيتنا، عند اللجوء إليهم لا يردونا. إنهم يعملون في حياتي بصمت، يجعلونني أتصرف بتفكير عميق وبهدوء قوي، فأتعلم أن ما أنطق به أن يكون فيه معنى وليس كلام بالهواء، فارغ لا معنى فيه.

تعلمت منهم، أن أعمل لا أن أجلس وأنتظر؛ فحياتي هي مسيرة تتطلب مني أن أحامي على حياة من أعمل معهم، على قدر أستطاعتي، ليس المهم أن أقوم بأعمال عظيمة، بل أعمال بسيطة وصغيرة، فمار يوسف يُذكر بالنجار المتواضع. الأعمال الصغيرة علمتني أنها تزقزق على الأرض فيصل صداها المعمورة، هكذا تصل أقوال البابا فرنسيس إرجاء المعمورة. إنه أروع وأجمل وأفصح تعليم روحي يسمو بنفسي البشرية كي تتحلى بفضائل تخدم الإنسانية.

القديس يوسف والبابا فرنسيس مختاران بنعمة من الله، وأنا اليوم غنية بهذه الدعوة التي أعطتني الحماية الربانية والأمانة في عيش أنتمائي الرهبانية ولأمي الكنيسة التي هي مدافعة عن كل دعوة في الحياة. 

إنني أشكر الله على وجود هذين المحامين لحياتي، فأن فتحت قلبي لهما يملأوني من الفضائل الروحية، فأتهلل فرحاً بغناهم وتواجدهم في حياتي، إنهم معجزة يد الله في حياتي، ملاكان يحاميانني، فطاعتي ووفائي لهما يوقد قلبي فيصبح عليقة المشتعلة في أرض غريبة. إلى أن يحاميان نفسي وينتشلون أسرارها فيزينانها بنبل الأخلاق. هذا الجوهرتان اللذان يلمعان بكل ما أقوم به، إنهم وبشجاعة أقولها جعلوني أتحمل الكثير الكثير من صلبان الحياة.

بيت لحم والفاتيكان، مدينتان في قلبي أحتفظ بهما في ذاكرتي، فهم يحاميان عن أبنتهما بشخص القديس يوسف والبابا فرنسيس. هذا المحاميان يحرسان هدوئي الداخلي وفرح قلبي، ومحبة شاملة للبشرية في عملي وتكريسي.

يا مار يوسف، زوج مريم العذراء، ومربي الطفل الإلهي، أحرس الكنيسة بأجمعها وأحمها في كل الأوقات، ورافق قداسة البابا فرنسيس في كل خطواته، كي يكون قائداً روحياً حقيقياً للكنيسة الجامعة بروحة المتواضعة التي تعمل في خفية الروح القدس، فنغدو على مثاله رسل سلام وأخوة وفرح، آمين.