full screen background image

آية وتأمل: الاثنين ٨/ ٣/ ٢٠٢١

314

الأب صباح بولص كمورا

لوقا ١٩: ٤١
” وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا “
تأمل: إلتقاء دموع البابا مع تلك ليسوع!

يذكرنا لوقا الانجيلي في آية تأملنا لهذا اليوم عن بكاء يسوع وحزنه على اورشليم. واسباب البكاء هذا كثيرة منها:-
١.لانهم فقدوا سلامهم مع الله. ٢.رفضوا الخلاص الذي قدّمه لهم ٣.فطالبوا بموته.
٤.البعد الديني الذي لا يمتّ بصلة مع الرؤية الالهية. فيوجز لوقا قائلاً: ( إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضًا، حَتَّى فِي يَوْمِكِ هذَا، مَا هُوَ لِسَلاَمِكِ! وَلكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ ) ( لوقا ١٩:٤٢)… يبكى الرب على مصيرهم، وما سينتاب المدينة من دمار وهلاك الاف من سكانها…
وبعد الفي سنة يأتي البابا فرنسيس ليذرف نفس الدموع على الام الشعب العراقي وما عاناه الانسان من مصائب وويلات وحروب واضطهادات ودمار… فتتلاقى دموع يسوع على اورشليم مع دموع البابا على نينوى. وقد بانت حينما زار قداسته مدينة الموصل التي حلّ فيها دمار كبير.. وبالرغم من كثرة انقاضها وضيق أزقتها الا انه أصرّ ان يمر من هناك ليشاهد بام عينه ما حلّ بالمدينة. فبكي بكاءً مُرّاً على كنائسها المدمرة وجوامعها المهدّمة وبيوتها المتناثرة هنا وهناك. فاضحت المدينة أطلالاً وحسب…
ولكن ما الذي جعل البابا فرنسيس ان يبكي ويحزن جدّاً؟
إذ رأى بان من قام بهذا الفعل المشين قد امتلأ بالكره والحقد واقصاء الاخر. فلبسوا روحاً شيطانية وفرغوا من روح الله، مشوهين بفعلتهم صورة الله ومثاله. متحدّين وصية الله التي امرت بعدم القتل، فتآخوا بذلك مع رحلة قائين بقتل اخيه هابيل.. يسوع لم يبكِ فقط على أورشليم، لكنه بكى على رحلة الانسان وعلى مرّ الزمان، وعلى وجه الخصوص، على قلة الإيمان. وهذا ما قاله البابا فرنسيس في أحاديثه في الزيارة قائلاً ( حينما نبتعد عن الله ومن مقومات الايمان الحقيقي، حقاً سنقترب من الشر )…
ختاماً: جميعنا مدعوون الى مراجعة ايماننا من خلال الصحوة حتى لا تنتابنا اللامبالاة بالمسيح وبمقوماتنا الدينية. لتكن لنا جرأة الرسل في طلبهم ( يا رب زدنا ايماناً ) ( لوقا ١٧: ٥-٧)، وحتى ولو كان ايماناً صغيراً، واهناً، وضعيفاً، لنقدمه ليسوع كي ينمّيه. ومن خلال هذا العمل سنتخلص من فخ التفكير بان ايماننا متكامل. اذن لهي دعوة لنا لتقوية ايماننا من خلال الاعتماد على قدرة المسيح التي وحدها الكفيلة في تنقية مسيرتنا الايمانية.. فيا رب ازل عنا كل التشوهات التي وضعناها في رحلتنا، وطهرنا لنكون هيكلاً يليق بقداستك الالهية وعناصر طيبة لمحبة بعضنا..