full screen background image

طاعة مار يوسف

465

الأخت مارتينا

هناك الكثير مما يمكننا الكلام بهِ عن مار يوسف ويوجد الشي الأكثر الذي يمكننا تعلمهُ مما يقولهُ الكتاب المقدس عن مار يوسف وعن صفاتهِ وأفعالهِ، والأهم من ذلك صمتهِ المقدس الذي ماهو ألا إشارة إلى طاعتهِ الكاملة لإرادة الآب. الطاعة في تكميل مشروع الله الخلاصي في الحفاظ على الطفل الإلهي ووالدتهِ العذراء مريم من كل مكايد الشرير. أرادَّ هيرودس قتل يسوع لأنه علم من المجوس بأنهُ هو ملك إسرائيل، هيرودس بدأ يخاف على مكانتهِ من أن يأخذها منهُ يسوع الملك العظيم. شخص يريد أن يقتل يسوع إبن الله. غالباً ما نغفل التفاصيل الدقيقة لأننا نعرف القصة كاملة، لكن مار يوسف لم يعرفها! كل ما كان يعرفهُ هو أن شخصاً ما أراد موت يسوع. أخبرهُ الملاك إن عليهِ الهرب بالطفل وأمهِ إلى مصر، وكان جواب يوسف بالطاعة الكاملة وتنفيذ وصية الملاك وهي على الرب أن يهرب من هيرودس ليؤكد إنهُ كان إنساناً حقاً. ما نعلمهُ عن مار يوسف أنهُ كان جزءاً من الخطة الإلهية، وإن على يوسف أن يكون مطيعاً بالكامل لإرادة الرب لتكتمل الخطة الإلهية وفق مشيئة الأب. قد يبدو لنا أن يوسف في هذهِ اللحظات أنهُ كان خائفاُ، لكن ليس هناك وقت لذلك. إنهُ لا يسأل الملاك أي أسئلة توضيحية قد تكون طبيعية ومهمة في مثل وضعية يوسف، لكن إيمان يوسف وثقتهِ التامة وطاعتهِ الكاملة لإرادة الرب جعلتهُ ينفذ أمر الملاك بدون أية أسئلة! كان القديس يوسف رجلاً حقيقياً لقد فعل بالضبط ما طلبهُ الرب منهُ في كل مرة وبدون تأخير، حيث أن الله زينَّ القديس يوسف بكل النِعم التي إحتاجها ليقدم نفسهُ في طاعة كاملة لخطة الله الإلهية. كان القديس يوسف مليئاً بالإيمان حقاً لأنهُ سلم نفسهُ علانيةً ليقبل بطاعة ما كان يتوق إلى رؤيتهُ ولم يرهُ وتوق إلى سماعهُ ولكنهُ لم يسمع، حتى تشرف برؤية وسماع متى أختار الله الكشف لهُ. إن هذا النوع من الإيمان هو توليفة متناغمة لفضيلة الطاعة التي تدفع القديس يوسف إلى الإنقياد السخي لجسدهِ، ليقدم نفسهُ تماماً لإرادة الآب.  إن الصفات التي يمتلكها مار يوسف هي التي تجعلهُ يكون لنا بمثابة النموذج الأكمل للطاعة التي يجب أن نتطلع جميعاً من خلالها إلى إتباعهِ عن كثب، وإتمام مشيئة الله في حياتنا بطاعة كاملة.