full screen background image

مار يوسف الحارس الأمين

677

الأخت مارتينا

مار يوسف البتول الذي لا يُذكر في الإنجيل إلا قليلاً، لإنهُ قليل الكلام، كثير الأعمال، على مثال العظماء من الرجال. مار يوسف كما يذكر الإنجيل هو إحدى شخصيات الخلاص العجيب. خطيب مريم العذراء ومربي يسوع وحارسهُ الأمين. مار يوسف كان حارساً ليسوع الطفل دائماً، فهرب بهِ بإشارة من السماء إلى مصر حيث بقى في مصر إلى وقت وفاة هيرودس، وبإشارة أخرى من السماء إلى هذا القديس المتواضع مار يوسف المكرم عاد بعائلتهِ المقدسة إلى الناصرة كيما يحميها ويحافظ عليها من كل أذى، إستقر في الناصرة ومارس مهنتهُ الوضيعة. وكان يهتم بالعائلة المقدسة ويصغي إلى إلهامات الروح القدس وأتم مخطط الخلاص حتى نهاية حياتهِ وأسلم الروح بين يدي يسوع ومريم.

القديس يوسف “زنبق الطهارة وسوسن النقاوة” كما يصفهُ أباء الكنيسة، هو حارس الكنيسة المقدسة وحاميها فكما إن الله ربنا وإلهنا أقام يوسف إبنَّ يعقوب وكيلاً على جميع أرض مصر ليخزن الحنطة لشعبها، هكذا في ملء الأزمنة موعد مجيء يسوع المخلص على العالم، إختار يوسف آخر لم يكن يوسف الأول إلا رمزاً لهُ، وأقامهُ الله سيداً على بيتهِ وعلى كل ما يقتنيهِ وحارساً لأثمن كنوزهِ وحيثُ كانت مريم البتول بقوة الروح القدس أماً ليسوع المخلص، والقديس يوسف بتدبير الله مربياً لهُ، فإن يسوع كان يخضع ليوسف مربيهِ وحارسهِ الأمين. وكان يسوع الإبن الذي أشتهى الملوك والأنبياء أن يروهُ، ولم يرهُ يوسف فقط بل تكلمَّ معهُ وحملهُ على ذراعيهِ وعانقهُ وقبلهُ، وأعطاهُ لشعب الله، إبناً مطيعاً فادياً لكل الذين يتناولهُ من المؤمنون كخبز نازل من السماء لنيل الحياة الأبدية.

يا رب نطلب إليك انت الذي أردت بعناية فائقة الوصف أن تختار القديس يوسف عريساً لوالدتك الفائقة القداسة، أهلنا لأن يكون لنا شفيعاً في السماء من نكرمهُ بمنزلة الحارس والمحامي على الأرض إلى الأبد آمين.