الأخت مارتينا
يوسف النجار الإنسان البار أروع مثال في التضحية والعطاء ونكران الذات والخدمة، خدمة لخير البشرية الأكبر الذي سيحققهُ يسوع يوماً ما. فيوسف عندما وُلِدَّ يسوع تهلل قلبهُ من أصوات الملائكة وهم ينشدون المجد والسلام بمولدهِ. مع مريم إستقبل الرعاة والمجوس الذين آتوا من المشرق ليسجدوا لهُ. مع مريم هرب بيسوع إلى مصر لما أوحيَّ إليهِ أن حياة الطفل مهددة. مع مريم ويسوع ذاق طعم التشرد والغربة والهرب والإنتظار، لكنهُ كان ينعم بفرح كبير كونهُ حارس لمخلص العالم. نذر يوسف حياتهُ كلها مضحياً بكل ما لديهِ للعناية بيسوع وبأمهِ مريم أحبهما من كل قلبهِ. ويكفيهِ شرفاً وفخراً وهو الرجل المتواضع المختفي أن يكون قد أوصل بالتعاون مع مريم إبنهِ يسوع إلى كمال الرجولة من خلال تربية متكاملة الجوانب. هذا هو يوسف المضحي والمعطاء وهذهِ كانت رسالة يوسف وتضحيتهِ العظمى، يا رب نطلب إليك ونتضرع بأن تجعلنا مثل مار يوسف جميعاً وخصوصاً نحن المكرسين للرب عرفنا حقاً معنى التضحية وأعطنا أن نذوق طعم التجرد ونذهب إلى أقصى الحدود في نكران الذات لأجل خلاص النفوس. وكما تقول القديسة الكبيرة ملفانة الكنيسة القديسة تريزا الأفيلية: “أناشد بالرب جميع الذين يشكون في كلامي عن قوة شفاعة القديس يوسف، بأن يجربوا الأمر هم أنفسهم، فيتأكد لهم كم شفاعتهِ قادرة، وكم يجنون لذواتهم الخير إذا كرموا هذا الأب المجيد، والتجأوا إلى معونتهِ”.
فلنصلي مع البابا لاون الثالث عشر لمار يوسف من كل قلوبنا ونقول: “أيها القديس العظيم نحنُ نهرعٌ إليك في شدائدنا، ونستغيثُ واثقين بحمايتك بعد أن إستعنا بحماية عروسك الكلية القداسة ونسألك متوسلين بحق ذلك الرباط الوثيق رباط المحبة، الذي وحد بينك وبين العذراء البريئة من العيب أم الله، وبالحب الأبوي الذي إحتضنت بهِ الطفل يسوع، أن تساعدنا وتحمي كنيسة الله المقدسة من مكايد الأعداء ومن كل كارثة، أبسط على كل منا ظل حمايتك الدائمة، كن معنا دوماً وأجعلنا أن نتشبه بك بالقول والعمل لنصبح جميعنا يوسف البار صديق الله”. آمين.