اختيار الاخت رفقة
“وُلد لنا ولدٌ” (إش 9: 5). أجل، لنا حقًّا، ليس من أجله هو ولا من أجل الملائكة. ليس له: فهذه الولادة لم تمنحه الوجود ولا وجودًا أفضل، لأنّه قبل أن يولد في الزمان، كان أزليًّا ومصدر سعادة تامّة لذاته وإلهًا حقًّا من إلهٍ حقّ (قانون الإيمان)… كونه إلهًا من إله، فقد وُلد طفلاً صغيرًا من أجلنا. لقد تخلّى عن نفسه نوعًا ما وشقّ طريقه عبر الملائكة ليأتي إلينا ويصبح واحدًا منّا. بعد أن “أخلى ذاته” (فل 2: 7) “وتنقّص عن الملائكة” (راجع عب 2: 9)، ساوى نفسه بنا. فيما كان بولادته الأزليّة فرحه الذاتي وفرح الملائكة، فقد افتدانا بولادته في هذا العالم من أجلنا، لأنّه رآنا نتألم لوحدنا تحت ثقل خطيئتنا الأصليّة.
أيّها الرّب يسوع، إنّ ولادتك هي فرحنا: كم هي جديرة بحبّنا! إنّها تصحّح ولادتنا وترمّم حالتنا البشريّة وتشفي جرحنا “وتمحو ما كَانَ علَينا مِن صَكٍّ وما فيه مِن أَحْكام (راجع كول 2: 14). من الآن فصاعدًا، يمكن لأولئك الذين كانوا يحزنون من ولادة تنبئ لهم بالألم، أن يولدوا من جديد مغمورين بالفرح، لأنّ “الَّذينَ قَبِلوه وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله” (يو 1: 12)… بميلادك، أنت أيّها الإله وابن الإنسان في آنٍ معًا! بميلادك، “بَلَغْنا بِالإِيمانِ إِلى هذِه النِّعمَةِ الَّتي فيها نَحنُ قائِمون، وَنَفْتَخِرُ بِالَّرجاءِ لِمَجْدِ الله” (رو 5: 2). يا له من تبادل رائع! لقد أخذتَ جسدنا ووهبتَنا ألوهيّتك… لقد أخليتَ ذاتك لتملأنا.
تأملات الطوباويّ غيريك ديغني