اختيار الأخت رفقة
مريم البريئة من الخطيئة الأصليّة، امتلأت نعمةً خاصّةً آتية من استحقاقات ابنها
أنتم جميعًا، يا مَن تميّزون، تعالوا، ولنتأمّل العذراء التي هي أمّ، وابنة داود، تعالوا ولنتأمّل العذراء الكلّيّة النقاوة، هي الروعة بذاتها، وحدها من بين المخلوقات. لقد وَلَدَت من غير أن تعرف رجلاً، الرّوح النقيّة المليئة دهشةً. كلّ يوم كانت نفسها تقوم بالتسبيح، مبتهجةً بالدهشة المزدوجة: بتوليّة محفوظة، وطفل حبيب بالأكثر! هي، الحمامة الصغيرة الّتي حملت هذا النسر، قديم الأيّام، وهي تنشد تسابيحه:
“يا بُنَيّ، أنت الأغنى، اخترتَ أن تكبر في عشّ حقير. يا قيثارة رخيمة، بقيتَ صامتًا كطفل صغير. فاسمح إذن، من فضلك، أن أرنّم لك، مسكنك، يا بنيّ، أكبر من أيّ مسكن، ومع ذلك أردتَ أن أكون أنا مسكنك. السماء صغيرة جدًّا لا تسع مجدك، ومع ذلك، أحملك أنا، الأكثر تواضعًا بين الكائنات. دَع حزقيال يأتي ليراك على ركبتيّ، وليعرف أنّك أنت هو الّذي كان السيرافيم يحملونه في عربة واليوم أنا أحملك، صرخ الشيروبيم، برعدة كبيرة:
“تبارَكَ مَجدُ الرَّبِّ في مَكانِه” هذا المكان، هو فِيَّ، أحشائي هي مسكنك؛ وذراعاي تحمل عرش عظمتك، تعالَ انظر إليّ، يا إشعيا، أنظر، ولنبتهج! ها أنا قد حملتُ وبقيتُ عذراء، يا نبيّ الروح، الغنيّ في رؤاك، هيّا انظر عمّانوئيل الّذي بقي محجوبًا عنك، هيّا تعالوا، أنتم الّذين تعرفون أن تميّزوا، أنتم الّذين، باختياركم، تشهدون للروح، قفوا، افرحوا، فها هو الحصاد! انظروا: ها أنا أحمل في ذراعيّ سنبلة الحياة.
من أناشيد مار أفرام السرياني