الأخت فرح
?? كل الأشياء تعمل معاً للخير ??
في أوقات كثيرة من حياتنا، نمر بلحظات وفترات ألم روحي أو جسدي. صليب ألم يكون صخرة ثقيلة على قلبنا، ويؤثر على حياتنا كثيراً. لكن حينما ننظر للمسيح يسوع نشعر أننا أقوياء، كما تقول الآية: “أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني. (فليبي 13:4) فحتى في ضعفنا الله معنا، ويستطيع أن يشفينا أكثر مما نتصور، لأننا أولاده الذين لا نهون عليه.
وسر بداية إيماني بالمعجزات اليومية التي تحدث في حياة الإنسان، الآية: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ ٱللهِ؟» (يوحنا 11: 40) لمستني هذه الآية بطريقة غريبة، لدرجة أنني شعرت أنها رسالة واضحة لي شخصياً، ووعد صادق من الرب إن آمنت وسلّمت. فقد علمني الله درساً للحياة، هو أن الآلام للبركة، كما أن الصليب حياة، فصليب ألمي كان سبب ولادتي الجديدة.
أنا التي لم أكن أفهم في بداية آلامي كل هذه الأمور، وكنت أساله: لماذا يا رب؟
لماذا سمحت أن يحدث كل ذلك؟
وأحياناً كنت أقول: إلى متى يا رب تنساني؟ أين أنت يا ربي؟
أما هو … ففي كل مرة كان يجبيني: بآيات من الكتاب المقدس – كما في إنجيل (لوقا12:13) “يا ابنة إيمانك قد شفاك، اذهبي بسلام وكوني صحيحة من دائكِ.”
كثيرون هم الذين يشعرون بألم في حياتهم، ولكن قليلون من يؤمنون أن هناك قوة أقوى من أي قوة على هذه الأرض، قوة تستطيع أن تشفي روحك قبل جسدك، تلك القوة التي تحتاج إلى إيمان قوي ثابت لا يتزعزع وهذا ما حدث معي أنا تماماً.
فقط بالإيمان أصبحت أقوى وقادرة على التحديات، وها أنا اليوم أنظر للألم بطريقة مختلفة، لأنني أصبحت أفهمه وأعلم طرق التعامل معه. بفضل الرب وحده، لأنه كان مصدر قوتي التي لم أعرف كيف حصلت عليها. فالرب هو مصدر العزاء الوحيد لي، كأنه كان صامتا أحياناً لأنه كان يعمل ولكنني في حينها، لم أفهم أي شيء.
ومع هذا، أعود وأقول: بالرغم من أن صليبي كان ثقيلاً، إلا أنه كان أخف من صليب غيري. هذا ما كنت أعزي نفسي به، ويا ليتنا نستطيع أن نرى الجانب الايجابي من صليب الألم، الذي به نهضة روحية، وبه تغيير وولادة جديدة. فتلك الأنا التي كانت بداخلي لم تعد مجروحة، تلك الروح أصبحت أقوى وأكثر حكمة. كل هذا يعود للرب الذي جمع أجزائي المكسورة وضمّدها.
أعلم أننا نعيش في مجتمع يمنعنا حتى من التعبير عن الألم. لكن الرب يسوع المسيح هو الطبيب الشافي، فلا توجد معجزات بدون إيمان.
“إن آمنت بالأمور الصغيرة، ستغير حتى الأمور الكبيرة”
السر هو الإيمان ثم الإيمان ثم الإيمان ??
أخيراً وأخيرا، أشكر الرب اليوم على كل الصعوبات التي واجهتني، لأنها نمتني وخلقت مني إنسانة وراهبة قوية وطموحة. فعندما أنظر إلى الماضي أرى أنني قد قفزت درجات كثيرة، مع أنني كنت في السابق قوية ولديَّ إرادة ولكن ليس مثل اليوم.
واليوم أشجع كل واحد منكم بإن يكون شخصاً قوياً بالإيمان، مُحِباً لربهِ، قنوعاً بحياته، وهذا الأمر يتطلب: الإيمان بالنفس وبالرب الذي سيعطيك القوة للتغيير، من خلال البركات المعطاة لك يا إنسان. أطلب صلاتكم دائماً من أجلي