الأخت د. حنان إيشوع
سمِعتُ البعض يقول بأن علِمهُ هو الوحيد الذي يَصلُح وما يتعلّمه الآخرون لا قيمة له!
تعجّبتُ لأنني سمعت هذا في وقتٍ تتعدّد فيه العلوم، والعلم الواحد يتفرّع إلى عدة فروع والتي تتأثر ببعضها البعض.
علِمتُ بأن الإنسان الذي ينغلق بأفكاره هو أشبه بجاهلٍ لا يعرف ما يدور من حوله ومغرورٍ يختنق بمحدوديته.
شعرتُ بأنني لا أحب المحدودية لأنني أرغب بأن أفهم، أميّز، أحترم اختلاف الآخر.
تفكّرت بذلك وتأملته في قلبي، فأخذتُ الحكمة وطريق البحث الجاد والتعلّم هدفًا لحياتي.
في عالمٍ تكثُر فيه العلوم وتتعدّد الوسائل والطرق لتطوير كل شيء … التقيتُ بأشخاص لم يتعلّموا من الحياة شيئًا، بل أصبحوا يستمتعون فقط بما هو سهل!
سألت نفسي كيف يمكن أن أساعد من أتعرّف عليه وأرافقه ليتعرّف على حقيقة الأشياء بصورة جديّة … تذكّرت ُحينها ما يُقال في الكتاب المقدس، كما أن الله أعطى للإنسان القدرة على التمييز والاختيار…
فاخترت أن اتعلّم قدر المستطاع لأكون حكيمة ومعلّمة تساعد الآخرين في التعلّم والتمييز والتذكّر.
في عالم كَثُرَت فيه الثقافات والتكلّم باللغات وتعدّد التقنيات، أصبح البعض أكثر سرعة بإطلاق الاحكام السطحيّة والتصرف بعداء.
توقفتُ قليلاً لأفكر بالسبب لأنني استغرب من استعجال البعض بإطلاق الأحكام، بفقدان الصبر، باختيار الزائل بدل الأبدي، بتصنيف الآخر والتكلّم بدونِ تفكيرٍ مسبق.
فاخترت الصبر، التعمق، وتمييز الجانب
الإيجابي في كل شخصٍ كقصدٍ وهدف لذا شعرتُ بالاحترام، بالفرح والصدق.