full screen background image

تأمل في محبة يسوع في القريب

723

وجدان نوري

حوار النفس مع قلب يسوع

يسوع: اني اريد ان تكوني في العالم لا لمنفعة ذاتكِ فقط بل لمنفعة قريبك ايضا. مثل النهر الذي يجري الى البحر وهو يفيد البراري ويخصبها بل انت لا تستطيعين ان تفيدي ذاتك ان ابيتِ ان تفيدي قريبك وتحسني اليه.

اذكري جوابي لذلك الشاب الذي سألني عن أعظم الوصايا فأجبته قائلا “ان أعظم الوصايا واولها هي ان تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك والثانية التي تشبهها تحب قريبك مثل نفسك على هاتين الوصيتين تقوم الشريعة كلها وتعاليم الأنبياء” (مت ٢٢/ ٣٧-40).

النفس: يا رب اني لا اشعر بعاطفة نحو قريبي لأني لا ارى فيه غير شرور ومساوئ تحملني على كراهيته وبغضه فلا افهم كيف لا يمكنني محبتك بدون محبته وانتَ علمتني التجرد من كل خليقة.

قلب يسوع: إن محبة القريب هي مباشرة افعال محبتي انكِ لا تستطيعين ان تحسني اليّ وانتِ لا ترينني فجعلتُ القريب بجانبكِ وبمكاني وسميته اخي وقلتُ لكِ “مهما تفعلين بأحد اخوتي الصغار فبي تفعلينه” (مت ٢٥/ 45).

 ففي هذا الاحسان الى مَن هو مثلكِ تقوم محبة القريب

انكِ إن اردتِ ان تسلكي بحسب عاطفة القلب فتحبين مَن يحبك وتبغضين من يبغضك فلا يمكنكِ ان تكوني عروسا روحية…  

النفس: حقا لا يستطيع أحد ان يحب قريبه الا مَن كان يحبك من كل قلبه ومن كل نفسه ومن كل فكره.

قلب يسوع: لذا أحسن القديسون محبة القريب فكانوا يحسنون إلى الفقراء والمساكين ويزورون المرضى والمسجونين ويكسون العراة ويطعمون الجائعين بل جميع اعمالهم كانت مباشرة أفعال محبتي وهذا ما قاله القديس غريغوريوس الكبير عن محبتي ومحبة القريب. إن محبتي ومحبة القريب هما جزءان من جسم واحد وحلقتان من سلسلة واحدة ونهران يجريان من ينبوع.

المصدر: من كتاب مفاوضة النفس مع قلب يسوع