full screen background image

حوار بين النفس وقلب يسوع

1075

وجدان نوري

النفس: لقد علمتني يا إلهي ان المحبة توطد الرجاء كما قال بولس رسولك “انها ترجو كل شيء”

نعم انها ترجو كل شيء لان لا شيء في عروسك من الصلاح ولا يسعها ان تصنع شيئا بدونك فما اشد حاجتي يا إلهي الى هذه الفضيلة وانا في كل حين اجتاز في هذا العالم بأحزان وهموم آتية من ضعفي وعجزي وجهلي وخطاياي

قلب يسوع: إن كنت يا اختي العروس تؤمنين بمحبتي الشديدة لكِ فيجب عليك ان ترجي مني كل خير وصلاح لأني قد احببتك لا لكي اهجرك واطلقك كإسرائيل العاصية

لكني احببتك لأغسل من السوء قلبك وجعلتُ عيني عليك للخير فأريد ان اعطيكِ قلبا لتعرفيني اني انا الرب وتحبيني من كل قوتك القي عليّ كل اتكالك فلا تخزي.  

إن كنت ضعيفة فانا قوة الضعفاء

وإن كنت مريضة فانا شفاء المرضى

وإن كنت جاهلة فانا نور العالم

وإن كنت فقيرة يائسة فأن قلبي كنز لا يفنى

اني قد صرتُ انسانا لأجلك ولبست طبعك الواهي لأشركك في طبعي الالهي فلا تتزعزعي في وسط القتال ولا تغرك اباطيل العالم بأفراحها الكاذبة. اثبتي فيّ والبثي ملتصقة بي لان مَن اكون انا معه لا يستطيع احد ان يقوى عليه (رو ٨/ ٣) وقي قلتُ لكِ بلسان عبدي داود “اني قريب لكل المستغيثين بي بالحق واصنع مسرة خائفي واسمع تضرعهم فاخلصهم واحفظ جميع محبيّ” (مز 144/ 18-20).

النفس: يا رب إني لا اشك في سخائك وجودك كما لا اشك في حبك وجودتك انك قد اعطيتني كثيرا وغفرتَ لي كثيرا لأنك رحمتني جدا ومع ذلك اراني ناقصة في حبك وفي ثقتي بك ولذا كثرت همومي واشتدت احزاني لان من يحبك ويرجوك لا يحزن ولا يقلق ولا تطرق الهموم مضجعه كما شهد بذلك داود عبدك في قوله “يفرح بك جميع المتكلين عليك” (مز 5/ 12).

ولذا كان هو بالسلامة يضطجع وينام لأنك انت وحدك يا رب اسكنته في امان الرجاء   (مز ٤: ٩-10).

فزد يا رب حبي لك ولخيراتك السماوية ليتوثق رجائي بنعمتك وتتوطد ثقتي بك فتنقشع غيوم همومي

قلب يسوع: اذكري يا حبيبتي ما قلتُ ذات يوم لتلاميذي اذ كنتُ مقيما معهم على الارض

“انكم الى الان لم تسألوا شيئا باسمي، اسألوا تُعطوا ليكون فرحكم كاملا” (يو ١٦ :20).

فهذا الكلام عينه اقوله لك ِ ايضا لأنك لم تسأليني الى الان ما تحتاجين اليه او لأنك تخشين ان تسأليني خشية مَن يرتاب في قدرتي او في ارادتي ان اعطيكِ كل ما تسألين. ولذا اراكِ حزينة تتعبك انواع الهموم لأنك تريدين شيئا ولا تستطيعين الظفر به

فدعي عنك الهموم والاحزان واقصديني بجميع حاجاتك الروحية والزمنية

الستُ انا الذي اشبعتُ في برية قفرة الوفا من الناس بخمسة خبزات ومسكنين؟ (مت ١٤: 20).

ان البشر يزيدونك هموما واحزانا إن التجأتِ إليهم واتكلتِ عليهم ورجوتِ خيراتهم ومساعدتهم

ولكن انا انقل عنك جبال الهموم ان التجأت اليّ واتكلتِ عليّ ورجوتِ مني كل شيء

فاسأليني اذن ان أقصى عنكِ كل شيء يحزنكِ واعطيكِ كل شيء يفرحكِ، اسأليني غفران ذنوبك

اسأليني الانتصار على اعدائكِ وتجاربكِ اسأليني التجرد من كل شيء يمنعكِ عن محبتي اسأليني النجاح في اعمالكِ 

اسأليني ما تريدين ليكون فرحكِ كاملاً…