full screen background image

التأمل الحادي والثلاثون مريم العذراء ملكة الكون

608

الأخت مارتينا

إن مريم البتول الكلية القداسة قد حازت من الله هذهِ الرتبة الكلية السمو، لأنها صارت والدة لملك، الملك وسيد الممالك أجمعين. فبكل عدلٍ واستحقاق قد كرمتها الكنيسة بصفة ملكة. فمريم هي خليقة من خلائق الله ولكنها فريدة نالت رضى الله بأمانتها واخلاصها وأخلاقها والتزامها بكل ما يرضي الله فقد كانت بحق تلك الإنسانة التي حملت كل المعاني الإنسانية التي أرادها الله في خلقهِ للإنسان. فقد التزمت وكرست نفسها لخدمة الله في هيكلهِ فكانت أمينة لشريعة الله وحريصة على تطبيق كل تعاليمهِ في خدمة الآخرين ومحبتهم لذا اختارها الله ليتمم بها مخططهِ الخلاصي، “مريم العذراء حصلت على لقب ملكة الكون ذلك باتحادها بإبنها ووجودها في السماء، أي في الشركة مع الله إنها تُشارك في مسؤولية الله من أجل العالم ومحبة الله للعالم. وملوكية يسوع ومريم هي صفة منسوجة بالتواضع والخدمة والمحبة‘ إنهُ قبل كل شي خدمة مُساعدة محبّة” (السعيد الذكر البابا بندكتوس السادس عشر). مريم العذراء إذاً هي ملكة، لكن ليعلم الجميع لأجل التعزية العمومية بأنه ملكة كلية العذوبة والحلاوة والحُلم والشفقة تميل لصنع الخير معنا نحنُ المساكين الخطأة. ومريم كونها ملِكة فهي ليست ملكة مؤدبة معاقبة من المذنبين بل هي ملكة الرحمة المُنعطفة إلى الشفقة وصنع الرحمة فقط. مريم هي ملكة الحب لإنها أم يسوع الملك. ويسوع بطبيعتهِ الفائقة وبرسالتهِ، لم يشأ أن يملك بقدرتهِ المُطلقة بل بالمحبة وحدهُ، وهو الضعف، لأنهُ الله والله حبٌ. وقد اكتسبَّ مُلكهُ بفضل أعظم دليل حبٍ محتملاً الألم، والموت البشري، وقد شاركتهُ مريم هذا الحب االمضحي. شاركتهُ فعل حبهِ المذهل، وخاضت أقسى تجربة قد يُمنى بها قلب أُمٍّ. وفي لحظة فقدها ابنها، تبنت البشر الخطأة الذين كانوا سبب موتهِ. وإن العذراء نفسها في أحد ظهوراتها في إيطاليا أطلقت على نفسها لقب “ملكة الحب”. لقب الملكة إذاً هو لقب ثقة وفرح ومحبة، ونحنُ نعلم إن من لديها جزئياً مصير العالم هي طيبة، تحبنا وتساعدنا في صعوباتنا. لنلتجئ إذاً إلى هذهِ الملكة الكُلية العذوبة والرأفة بشكل متواصل إن كنا نريد أن نؤمن أمرَّ خلاصنا الأبدي، فيا أمنا مريم ملكة الكون المنزهة من الدنس، انتصري وسودي في قلوبنا لأنكِ ملكةٌ على حياتنا كلها ، فإن لقب الملكة هذا ينطوي على كل الحب الذي عبر عنهُ الثالوث الأقدس، بخلقهِ شخص مريم المنزهة من كل دنس، ويبرهن عن حب الكلمة المُتجسد الجم لأمهِ.

لِنُصَّلِ: أيتها البتول مريم أمنا القديسة، يا ملكة السماء والأرض، وملكة المخلوقات بأسرها، أنتِ ملكة حياتنا أيضاً، إننا نكرس ذواتنا بجملتها لخدمتكِ وعبادتكِ كيما تتصرفين بنا كما تشائين وتريدين، يا أيتها الملكة مريم ، قد توجناكِ بإكليل إيماننا المنسوج من لآلئ محبتنا لكِ فانت مَن اختارها الله أماً لابنه الوحيد أنتِ ملكة لأنك فرحت بما قيل لكِ، قبلتِ مشيئة الرب بفرح، أنتِ ملكة لكونكِ كنتِ أمينة لله أنت ملكة لكونكِ أنجبتِ للعالم ما كان ينتظره، أنجبتِ المخلص. آمين.