full screen background image

التأمل التاسع والعشرون مريم العذراء سلطانة الأنبياء

444

الأخت مارتينا

إن النعمة التي نالتها أم الله لعظيمةً جداً لأن في جوهرها لها قيمة لا توازنها قيمة واتساعاً لا حد لهُ ومفاعيل جزيلة الفوائد وثواباً غاية في الشرف، ولا سبيل لنا أن نضع حداً لما حصلت عليهِ مريم العذراء من النِعم والاستحقاقات السامية. إن مريم أرفع من كل مخلوقات الأرض، مهما سما مقامها وعَظُمَ حبها وقويت غيرتها ، مريم العذراء هي سلطانة الأنبياء الذين حملوا كلام الله لأنها حملت المسيح الكلمة، مريم والدة الإله هي الأمة كما أعلنت عن نفسها، واختيار الله لها لتكون أم المسيح الإله جعلها أم الملك الأعظم. ولقد اكتشفت وهي المُطلعة جيداً والمتأملة في وعود الأنبياء بأنها حققت وعد الله المقطوع في الفردوس وكل ما تحدث بهِ أنبياءُ الله. إن كان من أول رسالة الأنبياء إعلان الحقيقة للعالم، فمريم هي سُلطانة الأنبياء لأنها أتت بالحقيقة نفسها إلى هذا العالم، وأصبح بإمكان الحقيقة المُتجسدة أن تعلن بنفسها ما تريد، وتمنح ذاتها إمكانية اللقاء بها لكل من يبحث عنها. فأنتِ يا عذراء سلطانة الأنبياء حقاً، لأنكِ عرفتِ كيفَ تُصغينَّ إلى كلمة الله وكيف تقبلينها في قلبكِ وأحشائكِ، وكيف تقدمينها للعالم. وكما كانت كلمة الأنبياء تعلن الحق وتستهجن الباطل، هكذا هو الكلمة المولود من العذراء أتى ليقول الحق ويزيل الباطل، يعلن الخير ويدين الشر. من العذراء ولِدَ الكلمة المُتجسد فوعود الله للأنبياء تتحقق بسلطانة الأنبياء العذراء مريم التي تحتل المنزلة الأولى بين ودعاء الرب ومساكينهِ الذين كانوا يرجون الخلاص منهُ بثقة، بإبنة صهيون سلطانة الأنبياء تمت الأزمنة، بعد انتظار للوعد طويل، وابتدأ التدبير الجديد عندما أخذ ابن الله منها طبيعتهِ الإنسانية، ليحرر انسان الخطيئة بجسدهِ.      

فطوبى  لسلطانة الأنبياء مريم التي قالت بعد سماع نداء الرب: “هأنذا” وأكثر من ذلك كانت مُحقِقة لكلمات الله التي قالها إرميا النبي: “قبل أن أصورك في البطن عرفتُكَ، وقبل أن تخرج من الرحم قدستُكَ وجعلتك نبياً للأمم… هأنذا جعلتُ كلامي في فمك. أني أقمتُكَ اليوم على الأمم وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس”. فأليكِ يا عذراء نرفعُ كل من يحيا روح النبوة ليبقى محافظاً على روح الشجاعة، ويعلن الحق ولا شيء غيرهُ.

لِنُصَّلِ: يا مريم سلطانة الأنبياء صلي لأجلنا عند ابنكِ يسوع المسيح، كي نصبح ونبقى دوماً أكثر طاعةً لنعمة الروح القدس. يا مريم الوديعة والمتواضعة القلب أعطنا بواسطة قلبكِ الطاهر الصحة الروحية، وأمنحينا أن نرى دائماً صلاح قلبكِ الوالدي ولتهدينا شعلة قلبكِ الطاهر المملوء حباً لله والبشر، أبقينا دائماً يا مريم متشحين بنور قلبكِ الطاهر. آمين.