full screen background image

صلاة القلب مقتبس من آباء الكنيسة

494

اعداد الأخت رفقة

إذا أردت أن تصلّي في قلبك ولم تقدر على ذلك، فاكتف حينئذ وابدأ بتلاوة الصّلاة بواسطة الشفاه واجعل نفسك متيقّظة لكل ما تقول. ورويدًا رويدًا، سيعطيك الرّب نعمة الصّلاة القلبيّة، وسوف تتمكن من الصّلاة دون تشتّت. لا تَسْعَ إلى أن تحقق صلاة القلب بالوسائل “التقنية” لأنك حينئذ قد تؤذي قلبك وفي النّهاية تكون صلاتك صلاة الشّفاه. تعلّم قواعد الحياة الرّوحية: إن الله يعطي هباته للنفس المتواضعة والمثابرة. كن مطيعاً وحافظ على الاعتدال في كل شيء: في الطّعام والكلام وبكل ما تقوم به. حينئذٍ فإن الرب بنفسه يعطيك نعمة صلاة القلب.

إنّ الصمت الروحي ينبع من الرّغبة في إتمام أمر الرّب لنا: “أَحْبِبْ الرَّبَّ إلهك يِكُلِّ قلبِكَ وكُلِّ عَقلِكَ وكُلِّ قُوَّتِكَ” (راجع مر 12: 33). هذا الصّمت يغذّيه البحث عن الإله الحي، عند ذلك الّذي يريد أن يتحرر من مغريات هذا العالم ليجد الرّب في ملء الحب ويعيش في حضوره حياة صلاة نقيّة. كيف لي يا رب ألاَ أبحث عنك؟ لقد تجلّيت لنفسي بطريقة رائعة! لقد جعلتها أسيرة حُبّك ولم تعد قادرة على نسيانك… فجأة، تتعرّف النفس على الرّب بواسطة الرُّوح القدس؛ ومن يستطيع حينئذٍ أن يصف فرح تلك اللقيا والمصالحة؟ الرّوح القدس يعمل في الإنسان بالكامل: في العقل والرّوح والجسد؛ وهكذا يُعرَف الله في الأرض والسّماء