الأخت مارتينا
بشارة الملاك لمريم كانت دعوة إلى الفرح فقد إستهلها بقولهِ “إفرحي” وبيّن أسباب فرحها وأُسسهِ: فهي ممتلئة نعمةً، والرب معها وستكون أم الله المخلص. إلهنا إله العطف والرحمة بعد أن تبيّن تواضع أمنا القديسة، وعبير طُهرها، أرسلَ الربُ رسولاً يُبلِغُها بالنعمة والحظوة التي نالتها وهي إنهُ سيولد منها إبن الله، جاءها الملاك بتحية النعمة، وعندَ موافقتها على قبول هذهِ النعمة، في الحال تجسدَ منها مَلِكُ المجد. وهل من أسباب أكثر من هذهِ تبريراً للفرح الذي عاشتهُ أمنا القديسة وهي تحقيق وعود الرب لشعبهِ؟ والفرحة الثانية التي عاشتها أمنا العذراء القديسة هي يوم وِلادِتها للشمس التي أشرقت النور على البشر يسوع شمسنا الذي يملأ حياتنا النور، فولادة العذراء لربنا القدوس هو سبب فرحها حبها لإبنها وفي الآن عينهِ إلهها، فهو فيها وهي فيهِ، نفسها في نفسهِ وقلبها في قلبهِ، وما عليها إلا أن تُحِبَهُ وتدعهُ يُحبُها في كل وقت وفي كل ظرف. وفرحةً أخرى لأمنا القديسة كانت في إعلان النجمة، هذهِ النجمة التي توقفت فوق فادينا القدوس حيثُ سجد لهُ المجوس، وقدموا لهُ هدايا من خيرات الأرض. إن فرح مريم العذراء ليس رضىً سهلاً وإكتفاءً ساذِجاً، بل هو ألمٌ وحُزنٌ تم التغلب عليهما. فالفرحة التي تلقتها لحظة قيامة المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث. هذا السر قد رسخ الإيمان، وبعث الرجاء مُجدداً وطرد الموت. وفرح العذراء بقيامة إبنها من بين الأموات تكللَّ بصعودهِ إلى السماء، فالمجد الذي كان يحيق بهِ أُظهِرَ لأمنا العذراء، أكثر من أي وقت، بصعود ربنا إلى السماء أرشدنا إلى الدرب الذي بهِ يرتقي الإنسان إلى القصور السماوية. وبإنحدار الروح القدس من السماء على شكل ألسنةٍ من نار على الرسل من أجل دعمهم وحمايتهم وملئهم وتطهيرهم وإضرامهمِ بالشجاعة في التبشير بيسوع القائم من بين الأموات، قد أتى البارقليط وملئها فرحة أخرى فرحةً للعذراء مريم والتلاميذ، وقد نزل البارقليط الإلهي على شكل ألسنة من نار، كيما تشفي الإنسان الذي كان اللسان قد أهلكهُ، ولكي تطهر نفسهُ التي كانت الخطيئة قد لوثتها منذ البدء. وقد كللَّ فادينا يسوع المسيح أفراح العذراء على الأرض عندما إستدعاها من هذا العالم إلى المقر السماوي ورفعها إلى العرش الأبدي المُمجد.
لنصلِّ: يا أمّ الله ، يا مريم الطاهرة ، إنّي أكرّس لك جسدي و نفسي، كلّ صلواتي وأعمالي، أفراحي و آلامي، كلّ ما أنا عليه وكلّ ما أملك. إنّي أسلّم ذاتي إلى حبك بقلب مبتهج. ولك أكرّس خدمتي بكامل إرادتي من أجل خلاص بني البشر، ولمساعدة الكنيسة المقدسة التي أنت أمّها. من الآن فصاعداً، رغبتي الوحيدة هي أن أفعل كل شيء معكِ، من خلالك، ومن أجلك. أنا أعلم أنني لا أستطيع أن أنجز شيئاً بقوّتي الذاتية ، في حين أنكِ تستطيعين عمل كلّ ما هو متوافق مع إرادة ابنك ، سيدنا يسوع المسيح. أنت دائماً منتصِرة. لذلك، امنحيني يا معونة المؤمنين، أن تصبح عائلتي ، أبرشيتي، وبلدي بحقّ المملكة التي تملكين عليها بالحضور المجيد لله الآب، الله الابن، و الله الروح القدس، إلى دهر الدهور. أمين.