الأخت مارتينا
إن أمنا البتول الكُلية القداسة تقتبل بالرضى وبمسرّةٍ وافِراةٍ، تكريمها بتلاوة السلام الملائكي، لِأنها تستمع نغمة هذا السلام بكلِ سرورٍ ورِضى، لأنهُ يُجدد في قلبها الفرح والإبتهاج اللذين شعرت بهما حين بشرها رئيس الملائكة جبرائيل بأنها قد أُختيرت أُماً لله، في صلاة “السلامُ عليكِ يا مريمْ” عندما ندعو نحنُ تلاميذ يسوع مَريمْ بإسمها بكل بساطة، فنحنُ نتذكر اهتمام الله بالمتواضعين، وأنّ آخر التلاميذ حتى في ما بيننا يمكنهُ أن يأمل أن يرتفع بواسطة الرحمة الإلهية، وأن يشارك قليلاً في كمال النعمة. والقديس إيلدِفونسُس، وهو راهب من القرن السابع، مُدركاً نعمة الشفاء التي نالها هو نفسهُ من إبن الله المتجسد يعود إلى مريم أمّ إلههِ ويصرخ بقوة قائلاً: “كي يُصبحَ مُخلصي، أصبح إبنُكِ. وكي يصبح ثمنَ فدائي تجسدَ في أحشائِكِ، في أحشائكِ تجسدَ كي تُشفيَ جروحُهُ جروحي” في السلام عليكِ، لا تُكرم مريم لأنها علامة عجائبية للتجسد وحسب، بل لأنّها المُشارك الوحيد في قلب هذا السرّ، فهي لم تحمل شهادةً لإبن الله وحسب، بل حملتهُ بالواقع في أحشائها، هذا ما سرّعَ الدُعاء المُغتبط في تكريمها.
تمتعت مريم بصفات رائعة وألقاب مُتعدِدة أطلقتها عليها الكنيسة ومنحها إياها التقليد،ولكننا عندما نبدأ بتلاوة هذهِ الصلاة، فنحنُ نتوجه إليها مُباشرةً بكلِ بساطة مُرددين اسمها الأول “مريمْ” بالتأكيد إنّ مريم هي الأولى بين المُخلَّصين والأعظم من سُلالتِنا، كتب البابا القديس يوحنا بولس الثاني إن قيمة صلاة السلام عليكِ يا مريم ونقطة الجاذبية والمفصل الذي يجمع جزئيها معاً هو إسم يسوع، فإن هذا الإسم هو الأسم الوحيد الذي يُمكن أن نستخدمهُ آملين الخلاص، ويقول: “ثمّة أمرٌ واحد شديد الوضوح: على الرغم من أن تكرار صلاة السلام عليكِ يا مريم” موجهٌ مُباشرةً إلى مريم، فإن عمل المحبة موجّه جوهرياً إلى يسوع، مع مريمْ ومن خلالها.
لنُصلِّ: أيتها العذراء مريم القديسة أمنا المباركة، نصلي إليكِ كي نمتلك يسوع من خلال الروح نفسهُ الذي من خلالهِ وَلَدتِ يسوع. من خلال هذا الروح الذي بفضلهِ حمل جسدُكِ يسوع، فلتقبل نفسُنا يسوع، من خلال هذا الروح الذي بفضلهِ تمكنتِ من معرفة يسوع وإنجابهِ لننعم بمعرفة يسوع. آمين (القديس إيلدِفونسُس).