full screen background image

التأمل التاسع “وكانت مريم تحفظ هذهِ الأمور كلها وتتأملها في قلبها” (لوقا2: 19)

643

اعداد الأخت مارتينا

الصمت يؤلف جزءاً هاماً من حياتنا الروحية، فهو يعزز ويرعى الصلاة والقداسة والإصغاء لله وسماع مايريدهُ الله لنا كما إنهُ يساعدنا أن نكون دائماً في حالة صمت وإصغاء وهدوء. ربنا يتكلم دائماً في صمت قلوبنا يتكلم معنا في معظم الأحيان، وخاصةً عندما نكون في سكون عميق لذا مطلوب منا أن نكون صامتين مصغين لنسمع صوت الله ونتعرف عليهِ، في هذا يمكن للسيدة العذراء أن تساعدنا كي نكون صامتين، إذا إلتجأنا إليها بالصلاة وطلبنا منها نعمة الصمت والإصغاء. لأن الصمت جزءاً من حياتنا، وعندما نتغتني من نعمة الصمت يتوجب علينا في كل يوم أن نقضي بضع لحظات صمت وإصغاء مع مريم، واضعين ذواتنا وحياتنا في حضورها وعندما نكون في هدوء وسكون وصمت وخاصة خلال وقت الصلاة سنتجدد بنِعَم الصمت والسكون التي منحتنا إياها السيدة العذراء.  

إذن سر إم الله الحفظ بصمت على كل الأمور وجلبها إلى الله. وذلك حصل، يقول الإنجيل في قلبها. القلب يجعلنا ننظر إلى جوهر الإنسان أو إلى عواطفهِ وحياتهِ بالنسبة لمريم أمنا ما يريد الله لنا أن نكون، ما يريد لكنيستهِ أن تكون هو: الأم اللطيفة والمتواضعة الفقيرة بالأمور المادية، والغنية بالمحبة والمتحدة مع يسوع، محتفظين بالله في قلوبنا والقريب في حياتنا.

نحنُ كلنا بحاجة إلى قلب جديد شبيه بقلب مريم وهو قلب يعلم كيفية حفظ حب الله العذب والشعور بدقات قلب كل من حولنا. يجب علينا المحافظة على هذهِ النعمة، نعمة التشبه بمريم، وأن نسعى وراء الصمت ونكسر دائرة الضجيج اليومية، نسعى أن نكون ممتلئين سلاماً داخلياً وخارجياً، نطلب من أمنا القديسة أن تساعدنا على زيادة ومضاعفة الصمت في حياتنا، نقضي وقتاً كل يوم في تعزيز الصمت داخلنا وحولنا. لكي نفهم إننا نصغي إلى صوت الله بالصلاة والتأمل والمحادثة معهُ، لكي نحصل على قلب وفكر أكثر هدوءاً، نسألها بثقة أن تساعدنا وتجعلنا أكثر تشبهاً بإبنها يسوع الذي بقي صامتاً في وجه من كانوا يتهمونهُ زوراً وكذباً. هلموا نمنح الصمت مكاناً في حياتنا في ضمائرنا، وفي قلوبنا فهو يساعدنا لنصبح أكثر هدوءاً وطمأنية، ويجعلنا ننمو في القداسة والنِعمة والحكمة.

لنصلِّ: يا أمنا مريم القديسة أُم الصمت والهدوء، أنتِ التي حفظتِ سرّ الله، حررينا من أوثان الزمن الحاضر، نقي عيوننا وأعيدي لنا النضارة الأصلية، من أجل كنيسة مصلية ونقية وثابتة. يا أُم الحنان المكلّلة بالصبر والرحمة، ساعدينا كي نتغلّب على الكسل وعدم الصبر والجمود. تشفعي إلى ابنكِ لكي تكون أيادينا، أرجلنا، وقلوبنا سريعة باتجاه خدمة الكنيسة في الحقيقة والمحبة. ساعدينا كيما نصبح أبناء الله ونسير نحو الملكوت آمين.