full screen background image

التأمل الثامن مريم شجرة الحياة

698

الأخت مارتينا

إن حياة أمنا العذراء القديسة مريم هي تسبيح بحد ذاتها، صمتها وأتضاعها، طهارتها ونقاوتها، إحتمالها وخضوعها، إن العذراء نفسها تسبحة كانت تمشي على الأرض والآن في السماء.

ومريم ببساتطتها وتواضعها واتضاعها وسماعها لكلمة الله أصبحت هي شجرة الحياة الموجودة في جنة عدن، شجرة الحياة المغروسة في الفردوس التي تثمر ثمراً لذيذاً ومن يأكل من هذا الثمر إلى الأبد. فإذا كانت شجرة المعرفة قد أعطت ثمراً فاسداً أدخل الموت والمعصية، فمريم والدة الإله هي الشجرة التي أدخلت النعمة والحياة والخلاص بولادتها الثمرة الإلهية وهي “يسوع المسيح” حيثُ أن أمنا العذراء نمت وأخرجت منها ذلك الذي مد ظلهُ على العالم بأسرهِ، وقدم ثمارهِ الشهية للذين في أقاصي الأرض والقريبين ومعروف أن شجرة الحياة من يأكل من ثمارها لا يموت ولأن السيد المسيح هو الحياة تكون السيدة العذراء الشجرة الحاملة لهذهِ الثمار.  

مريم أمنا القديسة هي الأرض الخصبة الطيبة التي وقع فيها زرعُ الله فأثمر الثمرُ الكثير (متى13: 8)، وهي الشجرة الجيدة التي حملت الثمر الجيد والشجرة يدلُ عليها ثمرُها (12: 33)، أنتِ من حملتِ  ملك الملوك ورب الأرباب، ليكون ثمراً وخبزاً خلاصياً، أمنا مريم العذراء بحملها لإبنها كانت تحمل جسد ودم يسوع المسيح مخلصنا فأنتِ بيت القربان الذي يحوي بداخلهِ جسد المخلص، الجسد الذي هو خلاص لجميع البشر “من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيا وأنا قيهِ”. (يو6: 56)، يا مريم أمنا القديسة كنتِ أنت التربة الجيدة التي استقبلت زرع الله، إبنك يسوع المسيح فادينا ومخلصنا، فأتى بالثمار الكثيرة فأكل ويأكل منها كل جائع إلى خبز الحياة فلا يموتوا (يو6: 54). أطلبي لنا يا مريم أمنا القديسة أن نكون هذهِ التربة فنثمر ثمر زرعه، نُثر في هذا العالم نوراً وملحاً وخميراً، فيعرف العالم إبنكِ بنا، فنستحق أن نكونَ تلاميذهِ ورسلهِ.  

لنصلِّ:  يا مريم أمنا القديسة، أطلبي لنا أن نكون قد استحقينا حمل إبنكِ فنكون نحنُ بيت لحم بيت الخبز، بيت القربان، نحملهُ إلى الناس أجمعين، فيعرفوهُ ويتوقوا إلى أخذهِ إلى بيوتهم وذواتهم، فيعرفوا لذة وفرح الخلاص بهِ ومعهُ أمين.