full screen background image

أنا هو

443

الأخت رفقة

في قصة الآلام حسب القديس يوحنا يُظهر يسوع نفسه أكثر مما كان عليه في كل حياته وتصرفاته ، بل وأكثر من الآيات التي قام بها ، فهو يردد ثلاثة مرات أمام الجنود ” أنا هو ” ( يوحنا 18 : 5 ، 6 ، 8 ) أنه بالفعل الرب المحي . لذلك ، عندما يأمر بيلاطس بجلده ، يبدو يسوع الرجل الحقيقي ” ها هو الرّجل ! ” ( يوحنا 19 : 5 ) ، رجل ” مُكلل بالمجدِ والكرامة ” حسبما يقول المزمر ( مزمور 8 : 6 ) . وعندما كان الجنود يحتقرونه ويستهزؤن به ، كان يبدو وكأنه الرجل القوي ، الذي جعلهم يعلنون أنه الملك . وعندما كان أمام بيلاطس ليحكم عليه ، ظهر وكأنه الديان الأخير ( الحاكم الأخروي ) الذي يجلس على عرش الحكم في الأعالي ” جلس بيلاطس في موضع يسمّى جَبَاثا ( أي المرتفع ) ” ( يوحنا 19 : 13 ) . وعندما كان على الصليب ، يبدو كأنه جالساً على العرش الذي يسود العالم ، وعندما كُتب على الصليب عن إدانته في الحقيقة هو إعترف علني بأنّه : ” يسوع الناصري ، ملك اليود ” ( يوحنا 19 : 19 ) ، هذه هي هوية المسيح الحقيقية .

وعلى قمّة كل هذا ، عندما يلفظ يسوع أنفاسه الأخيرة ويموت ، حسب الإنجيلي يوحنا ” أسلم الروح ” ( يوحنا 19 : 30 ) ، هذا يعني أن الروح القدس يحل على الخليقة كلها . لذلك يُصبح الألم والموت ، مجد الألم مجد الحب ، مجد محبة يسوع ” إلى المنتهى ” ( يوحنا 13 : 1 ) . ولكن في قراءة الآلام حسب القديس يوحنا علينا أن نسأل أنفسنا حول حضور الله في حياتنا ووجوده كبطل في قصة الآلام ، لأننا نجد في إنجيل يوحنا أنّ القصة تدور حول تسليم الأب لابنه يسوع : ” هكذا أحب الله العالم حتى وهب ابنه الوحيد ” ( يوحنا 3 : 16 ) . القديس بولس هو الآخر يعلن أيضا : ” الله الذي ما بخل بابنه ، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا جميعاً ” ( رومية 8 : 32 ) ، والقديس يوحنا نفسه كتب في رسالته الأولى يقول : ” تلك هي المحبة . نحن ما أحببنا الله ، بل هو الذي أحبنا وأرسل ابنه كفّارة لخطايانا ” ( 1 يوحنا 4 : 10 ) . نعم ، في الكتاب المقدس العهد الجديد وأيضاً في أناشيد عبد يهوه نجد : لكن الربّ رضي أن يسحقه بالأوجاع ويصعده ذبيحة إثم فيرى نسلاً وتطول أيامه ، وتنجح مشيئة الرب على يده . لذلك أعطيه نصيباً مع العُظماء وغنيمة مع الجبابرة . بذل للموت نفسه وأحصي مع العصاة ، وهو الذي شفَعَ فيهم وحمل خطايا كثيرين ” ( راجع أشعيا 52 : 53 – 13 : 12 ) كلها تعابير عن أن الله يسلم ابنه بيد العالم الخاطيء من أجلنا نحن الخطأة . هكذا في الحب يسلم الأب ابنه ، والابن يسلم الروح لأبيه.