full screen background image

سر الفصح

443

اعداد الأخت رفقة

إنّ سرّ الفصح هو الرّب يسوع المسيح في قمّة الكشف عن سرّ الله الذي لا يُدرك. ويتمّ إذ ذاك، على أكمل وجه ما قيل في العليّة: “مَن رآني رأَى الآب” (يو 14: 9)، لأنّ الرّب يسوع المسيح الذي لم يشفق عليه الآب من أجل الإنسان (راجع رو 8: 32) والذي لم يحظَ في غمرة ما قاسى من آلام مبرّحة على الصليب، برحمة البشر، أظهر في قيامته ملء هذه المحبّة التي يكنّها له الآب، ومن خلاله، لجميع الناس: “وما كانَ إِلهَ أَمْوات، بل إِلهُ أَحْياء” (مر 12: 27).

وأبان الرّب يسوع المسيح بقيامته إله المحبّة الرحميّة، لأنه ارتضى الصليب طريقًا إلى القيامة. ولذا، عندما نذكر صليب الرّب يسوع المسيح وآلامه وموته يتركّز إيماننا ورجاؤنا على القائم من الأموات: على الرّب يسوع المسيح الذي “في مَساءِ ذلك اليَومِ، يومِ الأحد،… وَقَفَ بَينَهم” في العليّة، حيث كان التلاميذ… “ونَفَخَ فيهم وقالَ لَهم: خُذوا الرُّوحَ القُدُس، مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم” (يو 20: 19 – 23).

وها هوذا ابن الله قد أحسّ إحساسًا عميقًا، لدى قيامته، بما ظهر له من رحمة، أيّ بمحبّة الآب التي هي أقوى من الموت. وها هوذا أيضًا الرّب يسوع المسيح عينه، ابن الله الذي، عندما انتهت رسالته المسيحانيّة وحتّى بعد انتهائها، أظهر ذاته ينبوعًا للرحمة التي لا تنضب وللمحبّة عينها التي – على ما يدلّ عليه فيما بعد تاريخ الخلاص في الكنيسة – لا بدّ من أن تبقى أقوى من الخطيئة.

البابا يوحنا بولس الثاني