full screen background image

زُوّادة الحياة (من خطبة غريغوريوس النزينزي في الفصح)

605

اعداد الأخت د. حنان إيشوع

  • ان كنتَ سمعانَ القيرواني، فاحمل الصليبَ وأتبعهُ، وإن صُلبتَ معهُ كاللصِّ، فكن رجل صادق واعِرف الله. فلأنه صُلِبَ لأجلك ولأجل خطيئتك مع مخالفي الناموس، فصِرْ أنتَ له كرجل الناموس، واسجد لِمن عُلِّقَ لأجلك.
  • وأن كنتَ يوسف الذي من الرّامة، فاطلب الجسدَ من صالبهِ وَليصرْ لك، مَن هو كفارةٌ للعالم. أو كنتَ نيقوديمسَ المتعبّدَ الليلي، فكفّنهُ بالطيوب. وإن كنتَ مريمَ أو مريمَ الأخرى أو سالومي أو يوحنا، فابكي عند الفجر. وأنظرْ كالأُولى الحَجر مرفوعاً… فإن سمِعتَ “لا تلمسيني”، فقفْ بعيداً واحترمِ الكلمة، ولكن، لا تحزنْ، فإنهُ يعرف لمن يترأَى أولاً.
  • كُن بطرسَ أو يوحنا، وأسرع الى القبر مبادراً ومسابقاً ومُجاهداً الجهادَ الحسن. فإنْ غُلبتَ في السرعة، فأغلبْ في الحمية، غير متطلّع الى القبر بل داخلاً إليه. وإن تخلّفتَ على مثال توما، وقد اجتمع التلاميذُ الذين ترأَى لهم المسيح، فمتى أبصرته، فلا تكن غيرَ مؤمن. وإن لم تُؤمن، فصدِّقْ مَن يخبرون، فإن لم تُصدق هؤلاء، فصدقَ آثار المسامير. وإن نزل الى الجحيم، فانزل معه واعرفْ ما هنالك من أسرار المسيح وما مغزى النزولِ المُضاعفِ وما علتهُ وهل خلصَ الجميع بمجرد ظهوره أم خلصَ هنالك أيضاً مَن آمنوا به.
  • وإنْ صعدَ، فاصعدْ معهُ الى السماوات، وكن بين مستقبليه من الملائكة، ومُرِ الأبوابَ فيرتفِعنَّ ويزدنَ علواً حتى يتقبلنَّ مَنِ ازداد رفعةً بألآمه.