إعداد الأخت نعم كمورة
راهبات
بنات مريم الكلدانيا
المحطة الأولى
كم اشتهيت أن أتناول عشاء هذا الفصح معكم”
ترتيلة
Music the Passion of the Christ soundtrack
صلاة افتتاحية
الا ادعني يا ربُ، لأُعد لكَ الفصح عندي، في أعماقِ كياني، وليتسع قلبي لك ولكلِ الذين تُحبهم. تعال واتكئ معي، واشعرني بشوقكَ الى الفصحِ معي، اليومَ استعداداً لأكله معك في ملكوت السماوات. يا رب، ليأتِ ملكوتُكَ ابتداءً من هذه الساعة، التي فيها تعطيني، بل تكسر جسدك مأكلاً، وتهرقُ دمكَ لأجلي، تكريساً لعهد الحب الجديد الذي به تتبناني.
ليأتِ ملكوتُكَ، ملكوت الحب، لأنك بكسرِ جسدِكَ وإهراقِ دمِكَ عني، وعن الجميع، لمغفرة خطايانا، أسست العهد الجديد والأبدي الذي لا يزول. وكما اشتهيت جداً، أن تأكل الفصح معي، هكذا أنا الخاطئ أشتهي أن آكله معك، رغبة مني في أن يتأصل حضورك في ويثبتني في الأمانة لكَ. إحمني من الخيانة يا رب، ولا تسمح بأن أسلمكَ وأنكرُكَ، بعد أن تكون قد أسلمت ذاتك لي. لينقلني سرُ فصحك إلى مبادئ ومعاني ملكوتك، فلا أتوق ينقلني سرُ فصحك إلى مبادئ ومعاني ملكوتك، فلا أتوق إلى العظمة، ولا أنازع بشأن مظاهرها. بل فلأسعَ إلى أن أكون الأصغر، وأحب بأن أخدم، كما كنتَ، أنتَ المتقدم في وسط تلاميذكَ، كالذي يخدمُ.
يا رب ثبتنا في المحن، وصلي لأجلنا كما صليتَ لأجل تلاميذك ولبطرس، لكي نثبت إزاء تجارب الشيطان، الذي يطلب في الحاح أن يغربلنا كالحنطة. قونا لكي لا يزول إيماننا بكَ، ولكي إذا ما سقطنا نعود فنثبت إخوتنا. صيرنا اللهم مستعدين للمضي معكَ قدماً حيثما تُريد الآن ودائماً. آمين
مزمور 62 (يُصلّى في جوقين)
إِلى اللهِ وَحدَه تَطمَئِنُّ نَفْسي ومِن عِندِه خَلاصي.
هو وَحدَه صخرَتي وخَلاصي، هو حِصْني فلا أتزَعزَع.
إِلامَ تَهجُمونَ على إِنْسان! وتَهدِمونَه بِأَجمَعِكم كحائِطٍ مائلٍ وجِدارٍ مُنْهار؟
لِيَحُطُّوا من شَأنِه يتآَمَرون والكَذِبَ يَهوَون، بِأَفواهِهم يُبارِكون وفي باطِنِهم يَلعَنون.
إِلى اللّهِ وَحدَه اْطمَئِنِّي يا نَفْسي فإِنَّ مِنه رَجائي.
هو وَحدَه صَخرَتي وخَلاصي، هو حِصْني فلا أَتَزَعزَع.
عِندَ اللهِ خَلاصي ومَجْدي، وفي اللهِ صَخرَةُ عِزِّي ومُعتَصَمي.
تَوَكَّلوا علَيه أيّها الشَّعبُ كُلَّ حين، واْسكُبوا أَمامَه قُلوبَكم. إِنَّ اللهَ مُعتَصَمٌ لَنا.
لَيسَ بَنو آدَمَ إِلاَّ هَباءً، ولَيسَ بَنو البَشَرِ إِلاَّ كَذِبًا، إِذاُ وزِنوا مُجتَمِعينُ وجِدوا أَخَفَّ منَ الهَباء.
على العُنفِ لا تتَكِلوا، وبِالنَّهْبِ لا تَغتروا، إذا وَفَرَت ثَروَتُكم فلا تُعَلِّقوا بِها قُلوبَكم.
مرَةً تَكلَمَ الله ومرَّتَينِ، سَمِعتُ أَنَّ العِزَّةَ لِله
لَكَ الرَّحمَةُ أيّها السَّيِّد، فإِنَّكَ تُجازي الإِنسانَ بِحَسَبِ عَمَلِه.
Music the Passion of the Christ soundtrack
صلاة
ربي ضَع فيَّ حواساً مَليئةً إيماناً، يا آبْنَ الباري الذي غَصَبَتْهُ مَحَبَّتُهُ ليصيرَ مِنّا، أُخلُقْ فيَّ قَلباً نَقياً ليراكَ على أفكارِهِ. اسحَبْني وراءَكَ يا آبْنَ الله إلى مَوضعِ أبيك، اسْحَبْني وراءَكَ لأنَّ دَربَكَ أسْمى مِنَ العَثرات، فأنتَ الحيُّ المالكُ لدهِ الدهور.
لِتُحرِّكْ كَلِمَتُكَ فيَّ كلمةً مَليئةً نوراً، يا ابنَ الله. أعطِ للعقلِ الصَغيرِ كلِمةً تَصِلُ إلى موضِعِكَ. ربّي أعطِني كلمةً وإصغاءً يُحرِّكُ تَسبيحَكَ، إنَّ ضَوءَكَ يَكِلُّ بصرَ السماويينَ ليَنظروا إليكَ، صِغري تَجاسَرَ على التَحَدُّثِ عن قِصَتِكَ فساعِدْني. خَمرُ مَحَبَّتِكَ يُحَرِّكُ شفتيَّ ومنهُ أشربُ، طَعْمُهُ أحلى مِنْ شَهدِ العَسلْ، لَقَد ذُقُتكَ يا ابنَ اللهِوتَحليتُ فأعطِني شرابَكَ. نِعمتُكَ أعطَتْكَ ليأكُلَ العالَمُ مِنكَ، ربّي يَمينُكَ صَنَعَتْ قوةً في العالَمِ الضَعيف. يا يسوعُ يا قوةَ الآب الذي ارسَلَكَ، قوِّني فأنتَ كُلُكَ نورُ وكُلُّ نورُ كُّلكَ حياةٌ للبشر. كُلُّكَ خزينةٌ ليغتني مِنكَ العالَمُ كُلُّه. يا آبْنَ الغَنيِّ يَليقُ بِكَ الغِنى العَظيم، أعطِني أنا الفقيرُ مِنْ غِناكَ لأحيا مِنه. فأنتَ أيُّها المسيحُ كَنزٌ مليءٌ بِكُلِّ الخيراتِ كُلَّ يومٍ، فَلنَغتَني منهِ مَجاناً هو الواهبُ دوماً وإلى الأبد.
مزمور 112 (يُصلي في جوقين)
طوبى لِلرَّجُلِ الَّذي يَتَّقي الرَّبّ، ويَهْوى وَصاياه جِدًّا.
تَكونُ ذُرِّيَّتُه في الأَرضِ مُقتَدِرة، وجيلُ المُستَقيمينَ مُبارَك.
في بَيته يَكونُ المالُ والغِنى، وبِره يَدومُ لِلأبد.
أَشرَقَ النُّورُ في الظُّلمَةِ لِلمُستَقيمين، هو رَؤوفٌ رَحيمٌ بارّ.
طوبى لِلرَّجُلِ الَّذي يَرأفُ ويُقرِض، ويُدَبّر بِالحَقِّ أُمورَه.
لأنَّه لن يَتَزَعزَعَ لِلأبد، وذِكرُ البارِّ يَكونُ لِلأبد.
لا يَخشى خَبَرَ السُّوء، ثابتٌ قَلبُه مُتَكِلٌ على الربّ.
قَلبُه ثابِتٌ فلا يَخاف، حتَّى إِذا نَظَرَ إِلى مُضايِقيه.
وَزَّعَ وأَعْطى المَساكين، فبِرّه يَدومُ لِلأبد، وقوتُه تَزْدادُ مَجدًا.
والشَريرُ يَرى فيَغضَب، يَصرِفُ أسْنانَه ويَذوب، وبُغيَةُ الأشْرارِ في زَوال.
Music the Passion of the Christ soundtrack
قراءة من سفر اشعيا (الفصل 5: 1- 7)
لَأُنشِدَنَّ لِحَبيبي نَشيدَ مَحْبوبي لِكَرمِه. كانَ لِحَبيبي كَرْمٌ في رابِيَةٍ خَصيبة وقد قَلَّبَه وحَصَّاه وغَرَسَ فيه أَفضَلَ كَرمِه وبَنى بُرجاً في وَسَطِه وحَفرَ فيه مَعصَرَةً وانتَظَرَ أَن يُثمِرَ عِنباً فأَثمَرَ حِصرِماً بَرِّيّاً. فالآنَ يا سُكَّانَ أُورَشَليمَ ويا رِجالَ يَهوذا أُحكموا بَيني وبَينَ كَرْمي. أَيّ شَيءٍ يُصنَعُ لِلكَرْمِ ولَم أَصنَعْه لِكَرْمي؟ فما بالِيَ انتَظَرتُ أَن يُثمِرَ عِنبَاً فأَثمَرَ حِصرِماً بَرِّيّاً؟ فالآنَ لَأُعلِمَنَّكم ما أَصنعُ بِكَرْمي. أُزيلُ سِياجَه فيَصيرُ مَرعًى وأَهدِمُ جِدارَه فيَصيرُ مَداساً وأَجعلْهُ بوراً لا يُقضَبُ ولا تُقلعُ أَعشابُه فيَطلعٌ فيه الحَسَكُ والشَّوك وأُوصِي الغُيومَ أَلّا تُمطِرَ عليه مَطَراً. لِأَنَّ كَرمَ رَبِّ القواتِ هو بَيتُ إِسْرائيل وأُناسُ يَهوذا هم غَرْسُ نَعيمِه وتدِ انتَظَرَ الحَقَّ فاذا سَفكُ الدِّماء والبِرَّ فإِذا الصُّراخ.
مناجاة
يا أبانا السَّماوي… لَقَد غَرَستَنا عَرائِشَ خِصبٍ وَجَمالٍ في هذه الأرض، الكَرم الذي أبدَعتَهُ بِفَيْضِ حُبِّكَ:
نَشكُرُكَ لأنَّكَ غَرَستَنا في أرضٍ خَصبَة لِنَشهَدَ لاسمِكَ القُدُّوس!
نَشكُرُكَ لأنَّكَ حَوَّطتَنا بِحُبِّكَ وَبِبَهاءِ نورِ كَلِمَتِكَ، بُشراكَ السَّارّة، فَأصبَحنا لَكَ شَعبًا!
نَشكُرُكَ لأنَّكَ إنتَقَيْتَنا أفضَلَ كَرمَةٍ، على صورَتِكَ وَمِثالِكَ لِنَكونَ لَكَ أبناء!
نَشكُرُكَ لأنَّكَ بَنَيْتَ بَيننا بُرجَ حُضورِكَ فَأبْهَجتَ قُلوبَنا!
نَشكُرُكَ لأنَّكَ حَفَرتَ بَيْننا مَعصَرَة، مَجالٌ لِنُعطي قُلوبَنا وَنَعصُرها بالحُبّ لِنَسقي إخوَتَنا وَنَكونَ شُهودًا لَكَ بينَهُم!
نَشكُرُكَ على ثِقَتِكَ… لأنَّكَ مُؤمِنٌ بِنا، تَنتَظِرُ مِنَّا الثَّمَرَ الحُلوَ اللذيذ!
وَلَكِنَّنا ضُعَفاء، وَها نَحنُ نَخونُ ثِقَتَكَ…
فنسينا أرضَنا الخصبة، وَخَرَجنا مِن دائِرَةِ حُبِّكَ، وَتَجاهَلنا بُنُوَّتَنا لَكَ وَأصبحنا أبناء الغُرَباء مَعَ أنَّكَ أرَدتَنا أفضَلَ أنواع الكَرمَة، أي أبنائَكَ… تَجاهَلنا حُضورَكَ، وَلَم نَعُد نَعتَصِر لِنَفيض من حلاوَةِ حُبِّكَ، وَها نَحنُ نَخونُ ثِقَتَكَ، وَنَعصرُ قَلبَكَ!
فَما أكبَرَ عُقمَ مَنْ يُنكِرُ أنَّهُ مِن أصلِكَ أخرَجتَهُ وَعلى صورَتِكَ خَلَقْتَهُ!
ما أكبَرَ عُقمَ مَن يَتَجاهَل غِنَى تُربَتَهُ التي غَرَسْتَهُ فيها!
ما أكبَرَ عُقمَ الذي يُنكِرُكَ وَأنت أب الجَميع!
ما أتفَهَ مَن يَحيا لِيُثبِت حُضورَهُ، فَيُنكِر حُضورَكَ وَيُغَيِّبُ صَوتَكَ مِن ضَميرِه!
ما أتفَهَ مَن لا يُعطي عَصيرًا لَذيذًا يُروي ظَمَأ إخوَته وَيَغمُرهُم بِالحُب وفرح العَطاء!
ما أتفَهَ مَن يَعتَدّ بِنَفسِهِ وَيُؤمِن بِها، فَيُسكِت صَوتَكَ فيه، وَلا يُؤمِن بِكَ أنتَ يا مُعطي كُلّ قُوّةٍ وَفَهم!
… ها نحنُ أمامك يا أبانا… بِعُقمِنا، أنكَرناكَ فَسَقَطنا! نَتوبُ إلَيْكَ وَأنتَ الأب الحَنون!
… ها نحنُ أمامك يا أبانا… بِتَفاهَتِنا، أسكَتنا روحَكَ فينا وَألَّهنا ذَواتَنا فَتَهَشَّمنا!
نَتوبُ إلَيْكَ وَأنتَ الأب الحَنون!
Music the Passion of the Christ soundtrack
قراءة من انجيل ربنا يسوع المسيح للقديس لوقا (22: 7- 23)
“وجاءَ يَومُ الفَطير، وفيه يَجِبُ ذَبْحُ حَمَلِ الفِصْح.فأَرسَلَ بُطُرسَ ويوحَنَّا وقالَ لَهما: “اِذهبَا فأَعِدَّا لَنا الفِصْحَ لِنَأكُلَه”. فقالا له: “أَينَ تُريدُ أَن نُعِدَّه؟” فقالَ لَهما: “إذا دَخَلتُما المَدينة يَلقاكُما رَجُلٌ يَحمِلُ جَرَّةَ ماء، فَاتبَعاهُ إِلى البَيتِ الَّذي يَدخُلُه، وقولا لِرَبِّ البَيت: يقولُ المُعلِّم: أَينَ الغُرفَةُ الَّتي آكُلُ فيها الفِصْحَ مع تَلاميذي؟ فيُريكُما عُلِّيَّةً كَبيرةً مَفروشَة، فَأَعِدَّاهُ هُناكَ”. فذَهَبا فوَجَدا كَما قالَ لَهما، فَأَعَدَّا الفِصْح. فلمَّا أَتَتِ السَّاعة جلَسَ هو وَالرُّسُلُ لِلطَّعام. فقالَ لَهم: “اِشتَهَيتُ شَهْوَةً شديدةً أَن آكُلَ هذا الفِصْحَ مَعَكم قَبلَ أَن أَتأَلَّم. فإِنِّي أَقولُ لَكم: لا آكُلُه بعدَ اليَومِ حتَّى يَتِمَّ في مَلَكوتِ الله”. ثُمَّ تَناوَلَ كأساً وشَكَرَ وقال: “خُذوا هذا واقتَسِموهُ بَينكم، فإِنِّي أَقولُ لَكم: لن أَشرَبَ بَعدَ اليَومِ مِن عَصيرِ الكَرمَةِ حتَّى يَأتيَ مَلَكوتُ الله”. ثُمَّ أَخَذَ خُبْزاً وشَكَرَ وكَسَرَه وناوَلَهُم إِيَّاهُ وقال: “هذا هو جَسدي يُبذَلُ مِن أَجلِكُم. اصنَعوا هذا لِذِكْري”. وصنَعَ مِثلَ ذلكَ على الكأسِ بَعدَ العَشاءِ فقال: “هذِه الكَأسُ هي العَهدُ الجَديدُ بِدمي الَّذي يُراقُ مِن أَجْلِكم. ومع ذلك فها إِنَّ يَدَ الَّذي يُسلِمُني هي على المائِدَةِ مَعي، فابنُ الإِنْسانِ ماضٍ كما قُضِيَ بذلِكَ، ولكِنِ الوَيلُ لِذَلِكَ الإِنْسانِ الَّذي يُسلَمُ عن يَدِه!”. فأَخَذوا يَتَساءَلونَ مَن تُراهُ مِنهُم يَفعَلُ ذلك.
تأمل (مُقتبس من كتابات البابا بندكتُس السادس عشر)
“كم اشتهيت أن أتناول عشاء هذا الفصح معكم قبل أن أتألم!” (لو 22، 15). لقد استقبل يسوع هذه الساعة بالرغبة بها. في صميمه، انتظر هذه اللحظة التي بذل فيها ذاته لتلاميذه. في رغبة يسوع، نستطيع تمييز رغبة الله نفسه، محبته للبشر، لخليقته، محبة منتظرة. المحبة التي تنتظر لحظة الوحدة، المحبة التي تجذب البشر إلى ذاتها، لتحقيق رغبة الخليقة بالكامل.
يسوع يريدنا وهو ينتظرنا. هل نريده فعلاً؟ هل نشعر أننا ميالون روحياً إلى لقائه؟ هل نرغب بشدة في قربه، وفي الوحدة معه، في الهبة التي يمنحنا إياها في سر القربان المقدس؟ أو أننا غير مبالين، وغافلون، ومنشغلون بأمور أخرى؟ يسوع يقول إن هناك أماكن فارغة في وليمته، ويتوقع إجابتنا السلبية، وعدم الاهتمام به وبقربه.
لقد كان يسوع يعلم أيضاً أن مدعوين سيأتون، وإنما من غير أن يكونوا لابسين ثوب العرس، بدون فرح بقربه، متبعين فقط العادة، ومع توجه آخر لحياتهم. والثوب هو ثوب عرس المحبة. من لا يعش الإيمان كمحبة لن يكون مستعداً للعرس ويُطرح خارجاً. الشركة الافخارستية تستلزم الإيمان، لكن الإيمان يستلزم المحبة، وإلا يموت أيضاً كإيمان.
يسوع يحول آلامه إلى صلاة. ويرفع ابتهالات إلى الآب – ابتهالات تشمل في الوقت عينه نداءات إلى تلاميذه في ذلك الزمان وفي كل زمان، تشمل كل الذين يؤمنون به. وفي صلاته الكهنوتية يبتهل لأجلنا، لأجل وحدتنا، إنه يطلب أن يكون الجميع واحداً “أيها الآب، مثلما أنت فيّ وأنا فيك، فيؤمن العالم” (يو 17، 21).
Music the Passion of the Christ soundtrack
قراءة من إنجيل ربنا يسوع المسيح للقديس لوقا (22: 24- 34)
ووَقَعَ بَينَهم جِدالٌ في مَن يُعَدُّ أَكبَرَهم. فقالَ لَهم: “إِنَّ مُلوكَ الأُمَم يَسودونَها، وَأَصحابَ السُّلطَةِ فيها يُريدونَ أَن يُدْعَوا مُحسِنين. أَمَّا أَنتُم فلَيسَ الأًمْرُ فيكُم كذَلِكَ، بل لِيَكُنِ الأَكبَرُ فيكم كأَنَّه الأَصغَر، والمُتَرَئِّسُ كأَنَّه الخادم. فمَنِ الأَكَبر؟ أَمَن جلَسَ لِلطَّعام أَمِ الَّذي يَخدُم؟ أَما هو الجالِسُ لِلطَّعام؟ ومع ذلك فأَنا بينَكم كالَّذي يَخدُم. أَنتُمُ الَّذينَ ثَبَتوا مَعي في مِحَني، وأَنا أُوصِي لَكم بِالمَلَكوت كَمَا أَوصى لي أَبي به، فتَأكُلونَ وتَشرَبونَ على مائدتي في مَلكوتي، وتَجلِسونَ على العُروشِ لِتَدينوا أَسْباطَ إِسرائيلَ الاِثْنَي عَشَر”. وقالَ الرَّبّ: “سِمعان سِمعان، هُوذا الشَّيطانُ قد طَلَبكُم لِيُغَربِلَكُم كَما تُغَربَلُ الحِنطَة. ولكِنَّي دَعَوتُ لَكَ أَلاَّ تَفقِدَ إِيمانَكَ. وأَنتَ ثَبَّتْ إِخوانَكَ متى رَجَعْتَ”. فقالَ له “يا ربّ، إِنِّي لَعازِمٌ أَن أَمضِيَ مَعَكَ إِلى السَّجْنِ وإِلى المَوت”. فأَجابَه: “أَقولُ لَكَ يا بُطرُس: لا يَصيحُ الدِّيكُ اليَومَ حتَّى تُنكِرَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعرِفُني”.
تأمل (مُقتبس من كتابات البابا بندكتُس السادس عشر)
لقد حفظ لنا القديس لوقا عنصراً حسياً من صلاة يسوع للوحدة: “سمعان، سمعان! ها هو الشيطان يطلب أن يغربلكم مثلما يغربل الزارع القمح. ولكني طلبت لك أن لا تفقد إيمانك. وأنت، متى رجعت إلي، ثبت إخوانك” (لو 22، 31). اليوم، نكتشف مجدداً بألم، أن الشيطان أوكلت إليه غربلة التلاميذ بشكل مرئي أمام العالم أجمع. ونحن نعلم أن يسوع يصلي من أجل إيمان بطرس وخلفائه. نعلم أن بطرس الذي من خلال مياه التاريخ المضطربة يذهب للقاء الرب ويكاد يغرق، وتدعمه من جديد يد الرب وترشده على المياه. وإنما يلي ذلك إعلان ومهمة. “وأنت، متى رجعت إلي…”: كل البشر باستثناء مريم هم بحاجة دائمة إلى الاهتداء.
يسوع يتنبأ لبطرس زلته واهتداءه. عمّ يتحول بطرس؟ في البداية، خلال دعوته، وبسبب خوفه بفعل قدرة الرب الإلهية وبفعل عجزه الذاتي، كان بطرس قد قال: “ابتعد عني، يا سيدي! أنا رجل خاطئ!” (لو 5، 8). على ضوء الرب، يدرك نقصه. هكذا تحديداً، في تواضع العارف بأنه خاطئ، تتم دعوته. وينبغي عليه دوماً أن يستعيد مجدداً هذا التواضع. قرب قيصرية فيلبس، لم يكن بطرس يريد أن يقبل آلام يسوع وصلبه. هذا الأمر لم يكن متفقاً مع الصورة التي كونها عن الله والمسيح. وفي العلية، لم يرد أن يقبل بأن يقوم يسوع بغسل رجليه: هذا لم يكن متفقاً مع فكرته عن كرامة المعلم. وفي بستان الزيتون، ضرب بسيفه. كان يريد إثبات شجاعته. ومع ذلك، وأمام الجارية، قال أنه لا يعرف يسوع. عندها، لم يبد له ذلك سوى أكذوبة بسيطة، للبقاء قرب يسوع. لقد انهارت شجاعته بسبب معركة حقيرة للحصول على مكان وسط الأحداث.
ينبغي علينا جميعاً أن نتعلم مجدداً قبول الله ويسوع المسيح كما هو، وليس كما نريده أن يكون. نحن أيضاً يصعب علينا أن نقبل ارتباطه بمحدودية كنيسته وخدامه. ونحن أيضاً لا نريد أن نقبل أنه مجرد من القوة في هذا العالم. ونحن أيضاً نختبئ وراء الذرائع، عندما يصبح انتماؤنا إلى المسيح مكلفاً وخطيراً. نحن جميعاً بحاجة إلى الاهتداء لنستقبل يسوع في ألوهيته وإنسانيته. إننا بحاجة إلى تواضع التلميذ الذي يراعي مشيئة المعلم. الآن، نريد أن نسأله أن ينظر إلينا نحن أيضاً كما نظر إلى بطرس في اللحظة المناسبة بعينين ساهرتين وأن يهدينا. بطرس المهتدي مدعو إلى تثبيت إخوته.
يا رب، أنت تريدنا، أنت تريدني. تريد أن تبذل ذاتك لأجلنا في سر القربان المقدس، أن تتحد معنا. يا رب، أَوجِد فينا أيضاً الرغبة بك. قونا في الوحدة معك وبيننا. امنح كنيستك الوحدة لكي يؤمن العالم. آمين.
Music the Passion of the Christ soundtrack
طلبات: لنصلي كلنا بثقة قائلين، ساعدنا يا رب
- من أجلنا نحن الذين اشتركنا في فصح المسيح، هبنا اللهم نعمتك واعطنا حياة فضيلة وقداسة وتقرب دائم من حضورك ومعرفتك، وغيرة على بيتك، منك نطلب
- من أجلنا نحن المجتمعين في سهرة الصلاة مع يسوع المتألم، أعطنا القوة والشجاعة في خضم هذه الظروف لنقدم خلاصك وجمال وجهك الحقيقي إلى كل انسان، اعطنا الحكمة لنعلن كلمتك بثقة ونقود شعبك إلى حياة القديسين، منك نطلب
- من أجل كل من آمن وسمع نداء الرب الذي يقول: “شهوةً اشتهيت أن آكل الفصح معكم”. ازرع ربي هذه الشهوة في نفوسنا فنتقاسم خبز وليمتك ونصبح شهود محبتك، منك نطلب
صلاة ختامية
يا ربنا، يسوع المسيح، يا حمل الله الحي، ذروة ايماننا، يا من أخليت ذاتك متأنساً، فجمعت في شخصك اللاهوت والناسوت، نشكرك، لأنك بتدبيرك الخلاصي، كان طبعنا الواهن حاضراً أمامك، فصنعت لنا وليمة عشاءك السري وقويتنا. نشكرك، لأنك بتدبيرك الخلاصي، وهبتنا جسدك خبزَ حياتنا، ودمك شراب أرواحنا، فسرى في عروقنا دم جديد يدفع بنا للسير نحو ملكوتك. أعطنا يا مليكنا، أن نكون وأن نبقى أمامك موكب تهليل وتمجيد. لك المجد مع أبيك وروحك القدوس الى الأبد. آمين
ترتيلة
Music the Passion of the Christ soundtrack
المحطة الثانية
“وكانَ قد أَحَبَّ خاصَّتَه الَّذينَ في العالَم، فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم إِلى أَقْصى حُدودِه”
ترتيلة
Music the Passion of the Christ soundtrack
صلاة افتتاحية
أَنت وحدَكَ قدوسٌ أيُّها الربُّ الإلهُ وعجيبةٌ صنائِعُكَ. أنتَ القويُّ، أنت الكبير، أنت العليُّ، أنت مَلكٌ كلِّيُ القدرة، أنتَ الآبُ القدّوس، مَلِكُ السماءِ والأرض.
أنتَ الثالوثُ والوحدة، أنتَ الربُّ إلهُ الآلهة، أنتَ الصلاح، كلُّ صلاحٍ، ألصَلاح الأسمى، الربُّ الإلهُ الحيُّ والحقيقي. أنتَ الحبُّ والمحبَّة، أنتَ الحكمة، أنت الأناة، أنتَ الجمال، أنت الحِلمُ، أنتَ الراحة، أنتَ الفرح، أنتَ رجاؤنا وسرورُنا أنتَ العدلُ، أنتَ القناعة،
أنتَ وحدَك مُقتنانا الفيَّاض. أنتَ الجمالُ، أنت الحِلمُ، أنت المحامي، أنت حارسنا ونصيرُنا أنتَ القوَّة، أنت البُرودة، أنتَ رجاؤنا، أنتَ إيمانُنا، أنتَ محبَّتُنا، أنتَ كمالُ عذوبتِنا، أنتَ حياتُنا الأبديَّة، الربُّ الكبيرُ الحبيب، الإلهُ القديرُ والمخلِّصُ الرحوم. آمين
مزمور51
اِرحَمْني يا أَللهُ بِحَسَبِ رَحمَتِكَ وبِكَثرَةِ رأفَتِكَ اَمْحُ مَعاصِيَّ.
زِدْني غُسْلاً مِن إِثْمي ومِن خَطيئَتي طَهِّرْني.
فإِنِّي عالِمٌ بِمَعاصِيَّ وخَطيئَتي أَمامي في كُلِّ حين.
إِلَيكَ وَحدَكَ خَطِئتُ والشَرّ أَمامَ عَينَيكَ صَنعتُ فتَكونُ عادِلاً إِذا تكلَمتَ وتكونُ نَزيهًا إِذا قَضَيتَ.
إِنِّي في الإِثْمِ وُلدتُ وفي الخَطيئةِ حَبِلَت بي أُمِّي.
أَحبَبتَ الحقَّ في أَعْماقِ النَّفس وعلَّمتَني الحِكمَةَ في الخِفْيَة.
نَقِّني بِالزُّوفى فأَطهُر اغسِلْني فأَفوقَ الثَّلجَ بَياضًا.
أَسمِعْني سُرورًا وفَرَحًا فتَبتَهِجَ العِظامُ الَّتي حَطَّمتَها.
أُحجُبْ وَجهَكَ عن خَطايايَ وأمحُ جَميعَ آثامي.
قَلبًا طاهِرًا اْخلُقْ فيَّ يا ألله ورُوحًا ثابِتًا جَدِّد في باطِني.
مِن أَمامِ وَجهِكَ لا تَطرَحْني وروحُكَ القُدُّوسُ لا تَنزِعْه مِنِّي.
أردُدْ لي سُرورَ خَلاصِكَ فيُؤَيِّدَني روحٌ كَريم.
أُعَلِّمُ العُصاةَ طرقَك فيَتوبُ إلَيكَ الخاطِئون.
أَنقِذْني مِنَ الدِّماءِ يا أللهُ إلهُ خَلاصي فيَهتِفَ لِساني بِبِرَكَ.
أيّها السَّيِّدُ اْفتَحْ شَفَتَيَّ فيُخبِرَ فَمي بِتَسبِحَتِكَ
Music the Passion of the Christ soundtrack
صلاة:
أيُّها الإلهُ السامي المجيد، أنِرْ ظُلماتِ قلبي، وأعطِني إيمانًا مستقيمًا، ورجاءً ثابتًا، ومحبةً كاملة.
أعطِني يا ربُّ تحسُّسًا وإدراكًا، كي أعملَ وصيَّتَكَ القدوسةَ الصادقة.
مزمور 119/ ص
بارٌّ أَنتَ يا رَبُّ ومُستَقيمٌ في أَحْكامِكَ.
أَوصَيتَ بِشَهادَتِكَ عَدلاً وفي الأَمانةِ غايةً.
الغَيرَةُ أَفنَتْني لأَنَّ مُضايقِيَّ نَسُوا كَلِمَتَك.
ممَحَّصٌ جِدًّا قَوُلكَ فأَحبَه عَبدُكَ.
صَغيرٌ أَنا حَقير لَكِنَّني لم أَنْسَ أَوامِرَكَ.
برّ لِلأَبَدِ عَدالَتُكَ وحَقّ شَريعَتُكَ.
أًدرَكَني ضيقٌ وشِدَّة لَكِنَّ وَصاياكَ نَعيمي.
شَهادَتُكَ بِرٌّ للأبدِ أَفْهِمْني فأَحْيا.
دَعَوتُ بِكُلِّ قَلْبي فأَجِبْني يا رَبُّ فإِنِّي أَرْعى فَرائِضَكَ.
إِيَّاكَ دَعَوتُ، خَلِّصْني فأَحفَظَ شَهادَتَكَ.
سَبَقتُ الفَجرَ وصَرَختُ كلِمَتَكَ رَجَوتُ.
سَبَقَت عَينايَ الهَجَعات لِلتَّأَمّلِ في قَولكَ.
إِستَمع صَوتي بِحَسَبِ رَحمَتِكَ أَحْيِني يا رَبُّ بِحَسَبِ أَحْكامِكَ.
اقتَرَبَ المُطارِدونَ مِنَ الفاحِشة واْبتَعَدوا عن شَريعَتِكَ
وأَنتَ يا رَبُّ قريب وجَميعُ وَصاياكَ حَقّ.
مُنذُ القِدَمِ عَلِمتُ مِن شَهادَتِكَ أنّكَ لِلأبدِ أَسَّستَها.
Music the Passion of the Christ soundtrack
قراءة من سفر التكوين (18: 1- 8)
وتَراءى الرَّبُّ لَه عِندَ بَلُّوطِ مَمْرا، وهو جالِسٌ بِبابِ الخَيمَة، عِندَ احتِدادِ النَّهار.فرفَعَ عَينَيه ونَظَر، فإِذا ثَلاثَةُ رِجالٍ واقِفونَ بِالقُربِ مِنه. فلَمَّا رَآهُم، بادرَ إِلى لِقائِهم مِن بابِ الخَيمَة وسَجَدَ إِلى الأَرض.وقال: “سَيِّدي، إِن نِلتُ حُظْوَةً في عَينَيكَ، فلا تَجُزْ عن عَبدِكَ،فيُقَدَّمَ لكم قَليلٌ مِنَ الماء فتَغسِلونَ أرجُلَكم وتَستَريحونَ تَحتَ الشَّجَرة،ْ وأُقدِّمَ كِسرَةَ خُبْزٍ فتُسنِدونَ بِها قُلوبَكم ثُمَّ تَمْضونَ بَعدَ ذلك، فإِنَّكم لِذلِك جُزتُم بِعَبدِكم”. قالوا: “اِفعَلْ كَما قُلتَ”.فأَسرَعَ إِبراهيمُ إِلى الخَيمَةِ إِلى سارةَ وقال: “هَلُمِّي بِثَلاثَةِ أَصْواعٍ مِن السَّميدِ النَّاعِم فاَعجِنيها واصنَعيها فَطائر”. وبادَرَ إِبْراهيمُ إِلى البَقَر، فأَخَذَ عِجْلاً رَخْصًا طَيِّباً وسَلَّمَه إِلى الخادِم فأَسرَعَ في إِعْدادِه.ثُمَّ أَخَذَ لَبَنًا وحَليبًا والعِجْلَ الَّذي أَعَدَّه وجَعَلَ ذلك بَينَ أَيْديهِم وهو واقِفٌ بِالقُربِ مِنهم تَحتَ الشَّجرة، فأَكلوا.
صمت
قراءة من مار افرام:
طوباك أيها المكان الشريف لان فيك كسر ربنا جسدهُ، مكان صغير صار مرآة الدنيا كلها، ومنه آمتلات. موسى أعطى عهداً وضيعاً في الجبل المجيد، اما الآن فعهد عظيم من منزلٍ وضيع خرج وعم الأرض. فيك تجلت لإبراهيم الرؤيا إذ قدَمَ عجلاً للملائكة وفيك أرتعدَ السرافيم لآنهم يروا الأبن وقد لف على حقويه منديلاً وغسل في مطهرة أرجل تلاميذه، أما أدران السارق الذي أسلمه فالفم أعجزُ. واللسان أعلى من أن يُعبِر عنها. إن ربنا غسل جسد الإخوة، في مطهرة هي رمز للوفاق. لقد أدخلنا في الماء من جديد لئلا نكون أعضاء منفصلة، بل أعضاء تتوافق فيما بينها ولا تشعر بتنافر مع بعضها.
طوباك أيها المكان، الذي ضاهى بضيقه رحابة الدنيا، لأن الذي حل فيك ملأ الدنيا وعجزت عن إستعابه. مبارك أيها المسكنُ. لأن فيك اليد المباركة، كسرت الخبز، والعنقود الذي من مريم، فيك أعتصر داخل كأس الخلاص.
طوباك أيها المكان، لأن ما رأيتهُ لم يره إنسان ولم تقع عليه عين، الرب الذي صار مذبحاً حقاً وصار الكاهن والخبز وكأس الخلاص. إنه يكفي بذاته لكل هذا ولا شيء يكفي ليعوض عنه، هو المذبح والتقدمة، الذبيحة والذابح، الكاهن والمأكل.
طوباك أيها المكان، لان الوليمة التي أُقيمت فيك لم يُقمَ مثلها ولا على موائد الملوك، ولافي قُدس الأقداس لان خُبز التقدمة فيك كُسر. كنيسة المسيح الاولى أنت، وبكرُ المذابح عليك قد قُدم.
طوباك أيها المكان، فيك التقي حمل الفصح ِ بحمل الله الحق. طوباك أيها المكان، فيك أحاط إكليلُ التلاميذ بالابن.
Music the Passion of the Christ soundtrack
من انجيل ربنا يسوع المسيح للقديس يوحنا (13: 1- 16)
قبلَ عيدِ الفِصح، كانَ يسوعُ يَعَلمُ بِأَن قد أَتَت ساعَةُ انتِقالِه عن هذا العالَمِ إِلى أَبيه، وكانَ قد أَحَبَّ خاصَّتَه الَّذينَ في العالَم، فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم إِلى أَقْصى حُدودِه.وفي أَثْناءِ العَشاء، وقَد أَلْقى إِبَليسُ في قَلْبِ يَهوذا بْنِ سِمعانَ الإِسخَريوطيِّ أَن يُسلِمَه، 3وكانَ يسوعُ يَعلَمُ أَنَّ الآبَ جَعَلَ في يَدَيهِ كُلَّ شَيء، وأَنَّهُ خَرَجَ مِنَ الله، وإِلى اللهِ يَمْضي، 4فقامَ عنِ العَشاءِ فخَلَعَ ثِيابَه، وأَخَذَ مِنديلاً فَائتَزَرَ بِه،ثُمَّ صَبَّ ماءً في مَطهَرَةٍ وأَخَذَ يَغسِلُ أَقدامَ التَّلاميذ، ويَمسَحُها بِالمِنديلِ الَّذي ائتَزَرَ بِه. 6فجاءَ إِلى سِمعانَ بُطرُس فقالَ له: “أَأَنتَ، ياربُّ، تَغسِلُ قَدَمَيَّ؟” أَجابَه يسوع: “ما أَنا فاعِلٌ، أَنتَ لا تَعرِفُه الآن، ولكِنَّكَ ستُدرِكُه بَعدَ حين”.قالَ له بُطرُس: “لن تَغسِلَ قَدَمَيَّ أَبَداً”. أَجابَه يسوع: “إِذا لم أَغسِلْكَ فلا نَصيبَ لَكَ معي”.فقالَ له سِمْعانُ بُطُرس: “يا ربّ، لا قَدَمَيَّ فَقَط، بل يَدَيَّ وَرأسي أَيضاً”. فقالَ لَه يسوع: “مَن استَحَمَّ لا يَحتاجُ إِلاَّ إِلى غَسلِ قَدَمَيه، فهو كُلُّه طاهِر. ,أَنتُم أَيضاً أَطهار، ولكِن لا كُلُّكم”. فقَد كانَ يَعرِفُ مَن سَيُسْلِمُه، ولِذلِكَ قال: لَستُم كُلُّكم أَطهاراً. فلَمَّا غَسَلَ أَقدامَهم لَبِسَ ثِيابَه وعادَ إِلى المائدة فقالَ لَهم: “أَتَفهَمُونَ ما صَنَعتُ إِليكم؟ أَنتُم تَدعونَني “المُعَلِّمَ والرَّب” وأَصَبتُم في ما تَقولون، فهكذا أَنا. فإِذا كُنتُ أَنا الرَّبَّ والمُعَلِّمَ قد غَسَلتُ أَقدامَكم، فيَجِبُ علَيكُم أَنتُم أَيضاً أَن يَغسِلَ بَعضُكم أَقدامَ بَعْض. فقَد جَعَلتُ لَكُم مِن نَفْسي قُدوَةً لِتَصنَعوا أَنتُم أَيضاً ما صَنَعتُ إِلَيكم. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ما كانَ الخادِمُ أَعظِمَ مِن سَيِّدهِ ولا كانَ الرَّسولُ أَعظَمَ مِن مُرسِلِه. أَمَّا وقد عَلِمتُم هذا فطوبى لَكُم إِذا عَمِلتُم بِه.
Music the Passion of the Christ soundtrack
تأمل (مُقتبس من كتابات البابا بندكتُس السادس عشر)
يقول الإنجيلي يوحنا: وكان قد أحب خاصته الذين في العالم أحبهم إلى الغاية. لقد أحب الله خليقته الإنسان ويحبه حتى في زلته ولا يتركه أمام مصيره. الله يحب حتى النهاية. ينزل من مجده الإلهي ليلبس حلة العبد ويغسل أرجلنا كي نكون صالحين للمشاركة في مأدبة الرب. إن الله ليس إلها بعيدا عنا ولهذا إنه يهتم بأمورنا الصغيرة، وهذا ما يجعل الإنسان المخلوق على صورته ومثاله يستحق محبته. إن قداسة الله فيها قوة محبة تنقي القلوب وتشفي الجروح.
ينزل الله من العلاء ليصبح عبدا ويغسل أرجلنا كي نستحق المشاركة في مأدبته. هنا يظهر سر يسوع المسيح بكامله. وهنا يبان بوضوح معنى الفداء ومحبة يسوع المستعد لمواجهة الموت. المحبة وحدها قادرة على تنقية قلوبنا من الخطيئة. وأنتم أنقياء ولكن لا جميعكم. في هذه العبارة تظهر عطية تنقية القلوب من قبل الرب. إن محبة الرب لا تعرف حدودا لكن الإنسان قادر على وضع حد لها إذا أخطأ ليفقد نقاوته. ولكن ما الذي يُفقد الإنسان نقاوته؟ رفض المحبة وعدم محبة الآخرين والكبرياء الذي يُغلق قلب الإنسان على طيبة الله المخلصة.
في يهوذا نرى طبيعة رفض تنقية القلوب. إذ إنه يقيّم يسوع وفقا لهيكلية السلطة والشهرة. جشع يهوذا واضح في تصرفاته وأهم من علاقته بيسوع ومحبته. وبلغ هذا الوضوح ذروته في فقدان معنى الحقيقة السامية. وأنتم أنقياء ولكن لا جميعكم. يحذرنا الله من الوقوع في فخ الكبرياء والاعتقاد بأننا لا نحتاج إليه وإلى محبته. ويدعونا إلى الاقتداء بأناته والعودة إلى داره والمشاركة في مأدبته.
نعود إلى كلمات يسوع: فإذا كنت أنا الرب والمعلم قد غسلت أرجلكم فيجب عليكم أنتم أن تغسلوا بعضكم أرجل بعض. ماذا يعني هذا القول؟ إن كل عمل خدمة للمتألمين والمحتاجين والفقراء يعكس هذا القول. إن الرب يدعونا إلى تعلم التواضع وشجاعة الطيبة والاستعداد لقبول الآخرين. ولكن هناك بُعد آخر لهذا القول أعمق بكثير وأعني به مسامحة الآخرين لأن تنقية الذات تساعدنا على التقرب من سر محبة الله. لنصل إذا كي يمنحنا الرب هبة المشاركة في مأدبته. آمين.
Music the Passion of the Christ soundtrack
طلبات: لنصلي كلنا بثقة قائلين استجب يا رب
1ـ نقدم لك ربنا أيدينا لكي تواصل بركتك، فشعبك يلتفتُ حواليك كله ينظر اليك، فالتفت وتحنن علينا وعلى شعبك وكنيستك. بارك أتقياءك الصغار والكبار، يا من تجعل القفر مَرجاً، والأرض القاحلة مجاري مياه، منك نطلب
2ـ نقدم لك ربنا شفاهنا لكي تواصل بشارتك، فنفوسنا أمامك كأرض يابسة، وأرواحنا كلّت في داخلنا. كلامك ينير ويتفهمّه حتى البسطاء. فأنت تنصف المظلومين وترزق الخبز للجياع وتطلق الأسرى وتفتح عيون العميان وتشفي أمراضنا ومرضانا وتحرس الغرباء وتسند العاثرين. منك نطلب
3ـ نقدم لك ربنا أجسادنا لكي تواصل ألآمك يا من تألمت حباً بالإنسان، فلتتألم أجسادنا معك على الصليب من أجل خلاص النفوس البعيدة والضالة, فلتغدو أجسادنا خبزاً مكسوراً على مثالك، تشبعهم من حبك ورحمتك فلا تمنع رحمتك عنهم. فرحمتك وأمانتك دوماً ينصراننا. منك نطلب.
4ـ نقدم لك ذواتنا فنحن لك لكي تواصل خلاصك. خلِّص حياتنا من الموت، وعيوننا من الدموع، وأقدامنا من الزلل. أرسل فداءك لشعبك، فقلوبنا في داخلنا جريحة. تحنن فنحن في ضيق، حياتنا تفنى بالحسرة وفي عناءنا خارت قوانا خلصنا بيمنك وأعنّا فأنت حمانا فنسير أمامك لأننا نؤمن بك وقلوبنا ستبقى ثابتة يا الله فبك نقاتل ببسالة لذا سننشدُ ونرتل لك ما دمنا أحياء منك نطلب.
صلاة ختامية
ربي وإلهي … أنتَ الذي أحببتَنا أوَّلا، وَبادَرتَ بِرحمَتِكَ، فَدَعَوتَنا لِنُحِبَّ بَعضنا بَعضًا.
أنتَ الذي لَم يَراكَ أحَد، وَبادَرتَ بِرَحْمَتِكَ، فَدَعَوتَنا لِنَعيشَ مَحَبَّتَكَ وَنُجَسِّدها، فَتَكتَمِل مَحَبَّتك فينا. أنتَ الذي أيَّدتَنا بِروحِكَ القُدُّوس، وَبادَرتَ بِرَحمَتِكَ، فَدَعَوْتَنا لِنَثبُتَ فيك أنتَ حُرِّيَّتَنا، وَلِتَثبُتَ فينا أنتَ يا مَنبِعَ كُلِّ خَير.
أنتَ الذي أرَيْتَنا مَحَبَّتَكَ، وَبادَرتَ بِرَحْمَتِكَ، فَعَرَفناكَ أنَّكَ مَحَبَّة، وَأنَّنا إن أقَمْنا في المَحَبَّة، أقَمنا فيك وَأقَمتَ فينا يا مُحيي الجَميع. أنتَ الذي عَلَّمتَنا أن لا خَوفَ في المَحَبَّة، وبادَرتَ بِرَحْمَتِكَ، فَعَرَفنا أنَّ مَحَبَّتنا تَكتَمِل بِانتِفاءِ الخَوفِ وَخُروجِهِ مِن قُلوبِنا، فَلا يَستَعبِدنا بَعدَ اليَوم.
أنتَ الذي دَعَوتَنا لِنُحِبَّ إخوَتنا الذينَ حَولَنا، وَبادَرتَ بِرَحْمَتِكَ، فَفَهِمْنا أنَّنا نَكونُ كاذِبينَ إن قُلنا أننا نُحبُّكَ وَنحن لا نَراك، في حين أنَّنا غَير قادِرين على مَحَبَّةِ إخوَتِنا الذينَ نَراهُم.
فَيا أبانا السَّماوِي، نَشكُرُكَ على مَحَبَّتِكَ اللامُتَناهِيَة لَنا، التي دَفَعَتكَ لأن تُرسِلَ ابنَكَ ذَبيحَةَ حُبٍّ تُحَرِّرنا من خَطايانا، لَهُ المَجدُ وَالحَمدُ مَعَكَ وَمَعَ روحِكَ القُدُّوس إلى الأبد. آمين.
ترتيلة
Music the Passion of the Christ soundtrack
المحطة الثالثة
“نفسي حزينة حتى الموت. أمكثوا هنا واسهروا”
ترتيلة
صلاة إفتتاحية
أُسبحُ ياربُ أسمَكَ، وأعليهِ على الدوامِ، لأنكَ أحببتني أنا الخاطئ، وبذلت حياتكَ لأجلي.
أُسبحكَ لأنكَ تقويني بنعمتك أنا الضعيف، وتعود تقبلني في محبتكَ، كلما أُنكرتكَ وأبتعدتُ عن أمانتكَ.
إني أعدكَ الوفاء والإخلاص غالباً، ولكني لا أثق بوعودي، إنما أثق بغفرانك وبعظمة رحمتك التي لا حد لها أيها الرب المحب للبشر.
أبقني معك إلى جانبك، يا ربي وإلهي، وهبني أن أنفذ إلى عمق سر آلامكَ، التي احتملتها لأجلي ولأجل جميع اخوتي البشَر. يا من خطاياي الكثيرة أحزنتهُ حتى الموت، أقمني على الوفاء السخي لكَ، فأسهرَ على نعمة حضورك في حياتي وألتزم بعهد حُبك لي.
أسجُد لآلامك، أيها المسيحُ يسوعُ، وأسألكَ أن تمدني برقة شعورك وعمق حنانك وفيض عطفك، تجاه طبيعتنا الخاطئة. أيقظني من نوم الإغفال عن عظمة سرك، فأستعيد نشاط الروح، وأذلل ضعف الجسد، وأسهرَ معك مُصلياً للاشتراك في الآمك الخلاصية. ربي إني أتألمُ كثيراً، لأني دون مستوى التعاطف مع حبك، أمُرُّ بسرِّ آلامكَ وموتك مستهتراً، فرحماك أعطني مجدداً معنى الالتزام بعهدك.
إن كل شيء ممكن لديك، فأجز عني كأس الإهمال والفتور، أجز عني كأس الخيانة والخطيئة، وأسقني كأس الاتحاد بمشيئتك حتى الممات. افتحْ عَينَيْ قَلبي الثقيلتين، فَلاَ أنامَ ولا أستَريحَ، بل أقومُ ملبياً دعوتكَ لبذل الذاتِ في هذه الساعةِ، لمجِدكَ الإَلهي.
ربي أقبلُكَ اليومَ، لا قبلة الخيانة، بل قُبلةَ الوعد الجديد للعهد الجدي، أُقبلُك وأمدُّ يديَّ إليكَ، لا لأسلمَكً إلى الموتِ، بل لأُسَلمَكَ ذاتي، حتى تذهب بي حيثما تشاءُ. فيا من أحتمل النزاع المرير، وإهمال الرسل وتهاونهم ونكران بطرس، وخيانة يهوذا وأمثالهِ الكُثُر مثلي، وخُروجَ جمعِ المتآمرينَ عليهِ، بالسيوفِ والعصيّ أحتمل ترددي. ردني إليَكَ، فأبرَّ لَكَ بِعَهْد الُحبِّ. وأكونَ أميناً لَكَ الآنً وكُلَ آنِ حتى الآبدِ. هللويا.
صمت
مزمور143 (يُصلى في جوقين)
يا رَبِّ اْسمع صَلاتي، أَصْغِ إِلى تَضَرُّعي بأَمانَتِكَ، بِبِركَ اْستَجِبْ لي
ولا تَدخُلْ في قَضاءٍ مع عَبدِكَ ،فإِنَّه لا يُبرَرُ أَحَدٌ مِنَ الأَحْياءَ أَمامَكَ
إِنَّ العَدُوَّ طارَدَ نَفْسي وسَحَقَ إِلى الأَرضِ حَياتي.
وفي الظُّلُماتِ أَسكَنَني كالَّذينَ ماتوا للأبد.
قد خارَت فِيَّ روحي واْرتَعَبَ قَلْبي في باطِني.
الأيَّامَ القَديمَةَ تَذَكَّرتُ، بأَفْعالكَ كُلِّها تَمتَمتُ وفي أَعمالِ يَدَيكَ تأَمَّلتُ.
بَسَطتُ يَدَيَّ إِلَيكَ. نَفْسي كأَرضٍ مُتَعَطِّشَةٍ إِلَيكَ.
أسرعْ وأَجِبْني يا رَبِّ فقد فَنِيَت روحي.
لا تحجُبْ وَجهَكَ عنِّي لِئَلاَّ أَكونَ كالهابِطينَ في الحُفرَة.
أَسمِعْني في الصَّباحِ رَحمَتَكَ، فإِنِّي تَوَكَّلتُ علَيكَ.
عَرِّفْني الطَّريقَ الَّذي أَسلُكُه فإِنِّي إِلَيكَ رَفَعتُ نَفْسي.
أنقِذْني يا رَبِّ مِن أَعْدائي فإِنِّي بِكَ أَحتَمي.
عَلِّمْني أَن أَعمَلَ ما يرْضيكَ، لأنّكَ أَنتَ إِلهي.
لِيَهْدِنيُ روحُكَ الصَّالِح، في أرضٍ سَوِيَّة.
مِن أجلِ اْسمِكَ يا رَبُّ تُحْييني، بِبِرِّكَ تُخرِجُ مِنَ الضِّيقِ نَفْسي
وبِرَحمَتِكَ تُدَمر أَعْدائي، وتُهلِكُ جَميعَ الَّذينَ يُضايِقونَ نَفْسي لأَنِّي أَنا عَبدُكَ.
Music the Passion of the Christ soundtrack
صلاة افرام السرياني
يارب نقني من كل خطيئة ولا ترفض دعائي لأنني غير مستحق أن ٌف بين يديك، ولا أن أرفع يدي إليك لأن قلبي غير نقي ونفسي قذرة بالخطيئة. يارب ثبت قلبي برسومك ووطد قدمي على صخرة التوبة. أيها القدوس، أن صلاحك يقوى على الشر ونور نعمتك يبدد الظلمة التي في. فكما فتحت عيني المولود أعمى أفتح وأنر عيني قلبي، وكما طهرت الأبرص بكلمتك طهر نفسي من أوساخها. يارب، لتكن نعمتك في مثل النار فتحرق جميع الأفكار الدنسة التي تباغتني. لأنك أنت وحدك رحيم وأنت وحدك الفرح الحقيقي الذي لا يدنو منه كدر. أنت الحياة الحقيقية التي لا تفنى. أيها الرؤوف، أني ألقي أمامك نفسي أنا المستوجب كل عقوبة والمستحق كل عذاب ملتمساً منك أن تعفو عني وأن لا تسلمني إلى أعدائي فيهزئوا بي. أيها الرب الرحيم الذي لا يحقد على من خطأ إليه، شدد أعضائي التي أوهنتها الخطيئة، أحيي نفسي التي أماتتها المعصية، أنر عقلي الذي أظلمته الرغبة الأرضية والشهوة الرديئة وخلصني من كل عمل سوء لأن لك القوة إلى الأبد.
صمت
مزمور40 (يُصلى في جوقين)
رَجَوتُ الرَّبَّ رَجاءً فحَنا علَيَّ وسَمعِ صُراخي
وأصعَدَني مِن هاوِيَة الهَلاك ومِن طينِ الأَوحال.
وأَقامَ على الصَّخرِ قَدَمَيَّ وثَبَّتَ خَطَواتي.
وجَعَلَ في فمي نَشيدًا جَديدًا تَسْبِحةً لِإِلهِنا.
يَرى الكَثيرونَ ويَرهَبون وعلى الرَّبِّ يَتَّكِلون.
طوبى لِلإِنْسانِ الَّذي جَعَلَ الرَّبَّ لَه وَكيلاً.
ولم يَلتَفِتْ إِلى المُتَكَبِّرين والمُنْحازينَ إلى الكَذِب.
ما أكثَرَ ما صَنَعتَ أيّها الرَّبُّ إِلهي! لَنا عَجائِبُكَ وتَدابيرُكَ فما لَكَ مِن مَثيل.
فلَو أَرَدتُ أن أُخبِرَ بِها وأَتَحَدَّث، لَكانَت أَكثَرَ مِن أَن تُحْصى.
ذَبيحةً وتَقدِمَةً لم تَشأ، لَكِنَّكَ فَتَحتَ أُذُنَيَّ، ولم تَطلبْ مُحرَقةً وذَبيحَةَ خَطيئة.
حينَئِذٍ قُلتُ: هاءَنَذا آتٍ، فقَد كُتِبَ علَيَّ في طَيِّ الكِتاب
هَوايَ أَن أعمَلَ بِمَشيئَتِكَ يا أَلله، شَريعَتُكَ في صَميمِ أحْشائي.
قد بَشَّرتُ بِالبِرِّ في الجَماعةِ العَظيمة، ولم أحبِسْ شَفَتَيَّ يا رَبِّ وأَنتَ العَليم.
في صَميمِ قَلْبي لم أَكتُمْ بِرَّكَ، بل تَحَدَّثتُ بأَمانَتِكَ وخَلاصِكَ.
وعنِ الجَماعةِ العَظيمة، لم أُخْفِ رَحمَتَكَ وحَقَّكَ
وأَنتَ يا رَبِّ لا تَحبِسْ عنِّي مَراحِمَكَ، بل تَحفَظُني رَحمَتُكَ وحَقُّكَ على الدَوام.
لِيُسر بِكَ ويَفْرَحْ جَميعُ الَّذينَ يَلتَمِسونَكَ، ولْيَقُلْ دَومًا مُحِبُّو خَلاصِكَ: ((تَعظَّمَ الرَّبّ)).
Music the Passion of the Christ soundtrack
قراءة من سفر ارميا (2: 12- 21)
تَعَجَّبي أَيَّتُها السَّمَواتُ مِن هذا وآقشَعِرِّي وآرتَعِبي جدّاً، يَقولُ الرَّبّ. فإِنَّ شَعْبي صَنَعَ شَرَّين: تَرَكوني أَنا يَنْبوعَ المِياهِ الحَيَّة وحَفَروا لِأَنفُسِهم آباراً آباراً مُشَقَّقَةً لا تُمسِكُ الماء. أَعَبدٌ إِسرائيلُ أَم هو مَولودُ بَيت؟ ما بالُه صارَ غَنيمة؟ علَيه زَأَرَتِ الأَشْبال وأَطلَقَت أَصْواتَها وجَعَلَت أَرضَه دَماراً ومُدُنُه آحتَرَقَت فلا ساكِنَ فيها. وبَنو نوفَ وتحفَنْحيس أَيضاً حَلَقوا هامَتَكِ. أَلَم تَجلُبي هذا علَيكِ بِأَنَّكِ تَرَكتِ الرَّبَّ إِلهَكِ حينَ كانَ يُسَيِّرُكِ في الطَّريق؟ والآنَ ما لَكِ وطَريقَ مِصْر لِتَشرَبي مِياهَ شيحور؟ وما لَكِ وطَريقَ أَشُّور لِتَشرَبي مِياهَ النَّهْر؟ إِنَّ شَرَّكِ يُؤَدِّبُكِ وآرتِداداتِكِ تُبَكِّتُكِ فآعلَمي وآنظُري أَنَّ تَركَكِ الرَّبَّ إِلهَكِ شيءٌ سَيِّئٌ ومُرّ وأَنَّ مَهابَتي لَيسَت فيكِ يَقولُ السَّيِّدُ رَبُّ القُوَّات. مُنذُ القِدَمِ كَسَرتِ نيرَكِ وقَطَعتِ ربُطَكِ وقُلتِ: “لا أَخدُم” فإِنَّكِ على كُلِّ تَلَّةٍ عالِيَة وتَحتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْراءَ آضَّجَعتَ زانِيَة. وإِنِّي غَرَستُك أَفضَلَ كَرمَة كُلُّها مِن زَرعٍ أَصيل فكَيفَ تَحَوَّلتِ لي إِلى نَباتً بَرِّيٍّ وإلى كَرمَةٍ هَجينة؟
خاطرة
خلقت شعبك يا الله حرا من العبودية، وأخرجته بذراعٍ قديرةٍ من أرضِ مصر، وأقمت معه عهداً فجعلته “قُدسٌ لك”. وبالرغم ما اختبر الشعب من قدرة الهه، فقد نسي صنائع الرب، وسار في باطل الوثنية، وتبع آلهة الشعوب الغريبة، تلك الأصنام التي لا حول لها ولا قوة. أصر الشعب على خطئه، وها هو يقول إرميا يصر على عبادة الهة أخرى، ويتكل على حكمته التي تضِل، ويتخلى عن الحكمة الإلهية، التي تحيا لجيل فجيل، وإذ به يَنسَى أنَّهُ كَرمَة الله الأصيلَة وَيُصبِحُ كَرمَةً أجْنَبِيَّةً تُثمِرُ حِصرِمًا … العَروس المُختارَة لله، إسرائِيل، نَسِيَت عَريسها وَزَنَتْ!
الرَّبُّ بادَرَ بالمَحَبَّة، فَرَدَّت إسْرائِيل بالنّسيان؛ الرَّبُّ بادَرَ بالحِكمَة، فَرَدَّت إسْرائِيل بِجَهالَة السِّياسَة، الرَّبُّ بادَرَ بالوَفاء، فَرَدَّت إسْرائِيلُ بالزِّنَى … لَقَد أصَرَّت إسْرائِيل على تَغييب الله من وسطها!
لَقَد بادَرَ إلهنا بالمَحَبَّة فَأعطانا كُلّ ما نَحتاجه من قُدُرات جَسَدِيَّة وَعَقلِيَّة لِنَحْيا كَأُناسٍ مُحتَرَمين؛ لَقَد بادَرَ بالمَحَبَّة فأعطانا كُلّ الخَيرات في الأرض لِتَكون لنا سَنَدًا… فَكَيفَ نَرُدّ على هذه المَحَبَّة؟ هَل نَرُدّ بالشُّكران ونُوَزِّع هذه المَحَبَّة على إخوَتِنا؟ أم نَرُدّ بالتَّجاهُل لهذه العَطايا فَنُغَيِّب الله عَن كُلّ ذلِكَ وَنَدفِن مُبادرَة المَحَبَّة هذه، فنستعمل قدراتنا وعطايا إلهِنا لأهداف شِرّيرَة؟
– كَثيرَةٌ هِيَ الإشارات التي تَقولُ لَنا أنَّ اللهَ هُوَ الحَيّ الواهِب كُلّ خَير! هَل نَتَأمّل فيها شاكِرين الله، شاعِرينَ بِحُضورِهِ في كُلّ لَحظَة من لحظات حَياتِنا؟ أم ننساها، ونَتَوَجَّه إلى البَحث عَمَّا يُشبِع جوعَنا الغَريزي إلى المال والجِنس والسُّلطَة، فَنُغَيِّب الله، الذي خَلَقَنا لِنَكونَ أحْرارًا، وَنَنصَرِف لِشَهَواتِنا الغَريزيّة وَنُؤَلِّهها؟ لَقَد أقامَنا الله أبناء، أي وَرَثَةَ بَيْتِه! هَل ننسَى بُنُوَّتنا لله للآب فَنَتَصَرَّف كَأُجَراءَ في بَيتِه؟ هَل ننسَى بُنُوَّتَنا فَنَقَع في صَنَمِيَّة الخادِم الذي يُؤَلِّه عَمَلَهُ لِيَبدو خَيِّرًا في عَيْنِ سَيِّدِه؟
Music the Passion of the Christ soundtrack
قراءة من انجيل ربنا يسوع المسيح للقديس متى
ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون. فقال لهم يسوع: “سأكون لكم جميعا حجر عثرة في هذه الليلة، فقد كتب: “سأضرب الراعي فتتبدد خراف القطيع “. ولكن بعد قيامتي أتقدمكم إلى الجليل، فأجاب بطرس: “إذا كنت لهم جميعا حجر عثرة، فلن تكون لي أنا حجر عثرة . فقال له يسوع: “الحق أقول لك: في هذه الليلة، قبل أن يصيح الديك، تنكرني ثلاث مرات” . فقال له بطرس: “لست بناكرك وإن وجب علي أن أموت معك”. وهكذا قال التلاميذ كلهم. ثم جاء يسوع معهم إلى ضيعة يقال لها جتسمانية، فقال للتلاميذ: “أمكثوا هنا، ريثما أمضي وأصلي هناك. ومضى ببطرس وابني زبدى، وجعل يشعر بالحزن والكآبة”. . فقال لهم: “نفسي حزينة حتى الموت. أمكثوا هنا واسهروا معي . ثم أبعد قليلا وسقط على وجهه يصلي فيقول: “يا أبت، إن أمكن الأمر، فلتبتعد عني هذه الكأس، ولكن لا كما أنا أشاء، بل كما أنت تشاء! ” ثم رجع إلى التلاميذ فوجدهم نائمين، فقال لبطرس: أهكذا لم تقووا على السهر معي ساعة واحدة! اسهروا وصلوا لئلا تقعوا في التجربة. الروح مندفع وأما الجسد فضعيف. ثم مضى ثانية وصلى فقال: “يا أبت، إذا لم يكن ممكنا أن تبتعد عني هذه الكأس أو أشربها، فليكن ما تشاء “. ثم رجع فوجدهم نائمين، لأن النعاس أثقل أعينهم. فتركهم ومضى مرة أخرى وصلى ثالثة فردد الكلام نفسه.
Music the Passion of the Christ soundtrack
تأمل (مُقتبس من كتابات البابا بندكتُس السادس عشر)
بعد العشاء الأخير، يذهب يسوع إلى الجسمانية ليصلي مع تلاميذه، والطريق إلى الجسمانية كانت مزروعة بتعابير المسيح التي عبّرت عن شعوره مع اقتراب “الساعة” التي يُسلّم فيها إلى الموت، والتي تعلن أيضاً التشتت الوشيك لتلاميذه.
يذهب يسوع ليلاً. والليل يدلّ على نقصٍ في التواصل فيه لا يرى الواحد الآخر، يرمز إلى اللّا فهم وإلى تعتيم الحقيقة. الليل فسحةٌ يتطوّر فيها الشرّ المختبئ نهارًا. أمّا يسوع فهو النور والحقّ والتواصل والنقاء والطيبة. وهو دخل في الليل.
الليل هو الموت وخسارة تامّة للتواصل وللحياة. وقد دخل يسوع في الليل لينتصرَ عليه ويهيّئ ليوم جديد لله في تاريخ البشريّة.
يدخل يسوع ليل بستان الزيتون ليصلي، وهنا يدعو ثلاث من تلاميذه ليمكثوا معه، إنها رغبته أن يبقوا على مقربة منه، ويحافظوا على علاقتهم الوطيدة به. إنّه قربٌ مميّز، ودعوة إلى التضامن في اللحظة التي شعر فيها بدنوّ كأس الموت. وهذا القرب كان قبل كلّ شيء قرباً في الصلاة، للتعبير بطريقة أو بأخرى عن التناغم والتضامن مع المسيح في اللحظة التي يوشك فيها على تسليم نفسه بكليتها لمشيئة الآب. إنّها أيضاً دعوة لكلّ تلميذ إلى السير على خطاه على درب الصليب.
صمت وموسيقى
مضى يسوع ببطرس ويعقوب ويوحنا، وجعل يشعر بالرهبة والكآبة. فقال لهم: “نفسي حزينة حتى الموت. أمكثوا هنا واسهروا” (راجع مر 14، 33-34).
كلمات يسوع هذه تدل على الخوف والضيق اللذين تملّكاه في تلك “الساعة”، وعلى اختباره الوحدة العميقة والأخيرة حين أوشك مخطط الله على أن يتمّ. وفي الخوف والضيق يتلخّص الرعب الشديد الذي يتملّك الإنسان قبيل إشرافه على الموت، ويقينه بحتمية هذا الموت، وإدراكه لعبء الشر الذي يمسّ حياة كلّ إنسان.
يسوع يصلي جاثيا على ركبتيه أمام أبيه السماوي. معترفاً وبثقة بنوية بألوهيته. يسوع في ليلة بستان الزيتون يصارع الآب ويصارع نفسه ويحارب لأجلنا. وهو يختبر الكآبة أمام سلطة الموت. وهذا هو بكل بساطة الاضطراب الطبيعي الذي يصيب الإنسان وكل كائن حي في حضرة الموت. لكننا في يسوع نجد شيئا أكبر وأبعد. يرسل يسوع نظره في ظلمة الشر ويرى موجة الرياء والظلم والفساد تستعد للقائه في الكأس التي يتوجب عليه أن يشربها. هذا هو اضطراب المسيح، اضطراب كلي الطهر والقداسة في مواجهة فيضان الشر الذي يجتاح العالم، والذي سيجتاحه هو أيضا. في خضم هذه المعركة، ينظر يسوع إلي ويراني ويصلي لأجلي. وهكذا تتحوّل الكآبة القاتلة في هذه اللحظة إلى عنصر أساسي في عملية الفداء. لذلك تصف الرسالة إلى العبرانيين صراع يسوع على جبل الزيتون بالحدث الكهنوتي. في الصلاة هذه، المطبوعة بالقلق والحزن القاهرين، يتخذ يسوع صفة الكاهن: يأخذ على عاتقه خطايا البشرية، خطايانا كلنا، ويأخذنا إلى جوار الآب.
Music the Passion of the Christ soundtrack
قراءة من انجيل ربنا يسوع المسيح للقديس مرقس (14: 32- 41)
ووصَلوا إِلى ضَيعَةٍ اسمُها جَتْسمَانِيَّة، فقالَ لِتَلاميذِه: “أُقعُدوا هُنا بَينما أُصَلِّي”. ثُمَّ مضى بِبُطُرسَ ويَعقوبَ ويوحَنَّا، وجعَلَ يَشعُرُ بالرَّهَبةِ والكآبة. فقالَ لهم: “نَفْسي حَزينَةٌ حتَّى المَوت. أُمكُثوا هُنا واسهَروا”. ثُمَّ أَبعَدَ قليلاً ووَقعَ إِلى الأَرضِ يُصَلِّي لِتَبتَعِدَ عنهُ السَّاعة، إِن أَمكَنَ الأَمْر، قال: “أَبَّا، يا أَبَتِ، إِنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير، فَاصرِفْ عنَّي هذِه الكَأس. ولكِن لا ما أَنا أَشاء، بل ما أنتَ تَشاء”. ثُمَّ رَجَعَ فَوَجَدَهُم نائمين، فقالَ لِبُطرس: “يا سِمْعان، أَتَنام؟ أَلَم تَقْوَ على السَّهَرِ ساعَةً واحِدَة؟ اِسهَروا وصَلُّوا لِئَلاَّ تَقَعوا في التَّجرِبة. الرُّوحُ مُندَفِع، وأَمَّا الجَسدُ فَضَعيف”. ثُمَّ مَضى ثانِيَةً يُصَلِّي فيُرَدِّدُ الكلامَ نَفْسَه. وَرَجَعَ أَيضاً فوَجَدهم نائمين لِأَنَّ النُّعاسَ أَثقَلَ أَعيُنَهم، ولَم يَدْرُوا بِماذا يُجيبونَه. رَجَعَ ثالِثَةً فقالَ لَهم: “ناموا الآنَ واستَريحوا! قُضيَ الأَمرُ وأَتَتِ السَّاعة. ها إِنَّ ابنَ الإِنسانِ يُسلَمُ إِلى أَيدي الخاطئين. قوموا نَنطَلِقْ، ها إِنَّ الَّذي يُسلِمُني قدِ اقتَرَب”.
Music the Passion of the Christ soundtrack
تأمل (مُقتبس من كتابات البابا بندكتُس السادس عشر)
وصلى يسوع للآب “وحده” في بستان الزيتون: ” أبا، يا أبت، إنك على كل شيء قدير، فاصرف عني هذه الكأس. ولكن لا ما أنا أشاء، بل ما أنت تشاء”.
في الوحدة الإلهية للابن، تتحقق الإرادة البشرية حتى الملء في الاستسلام التام لل”أنا” الخاصة الابن إلى الـ “أنت” الموجهة للآب أي الـ “أبّا”.
يقول القديس مكسيموس المعترف إنّه منذ أن خُلق الرجل والمرأة، تجد الإرادة البشرية ميلاً نحو المشيئة الإلهية، وإنّ هذه الإرادة تتحقق وتجد ملء الحرية بقول الـ “نعم” لله. ولكن للأسف، حوّلت الخطيئة هذه الـ “نعم” لمشيئة الله إلى معارضة لمشيئته؛ فقد ظنّ آدم وحواء أنّهما في قول “لا” للمشيئة الإلهية، سيجدان ملء الحرية والكمال.
وفي بستان الزيتون، يُعيد يسوع المسيح الإرادة الإلهية إلى مسارها الصحيح بقول “نعم” للمشيئة الإلهية. وفي المسيح، تندمج هذه الإرادة الطبيعية في الاتجاه الذي يمنحها إياه الشخص الإلهي. والمسيح أمضى حياته منسجماً مع جوهر شخصه: أنّه ابن الله. وترتسم معالم إرادته البشرية من خلال الـ “نعم” التي قالها الابن مسلماً ذاته لمشيئة الآب. وهكذا يقول لنا المسيح إنّ مطابقة الإرادة الذاتية مع المشيئة الإلهية هي السبيل الوحيد الذي يمكّن الإنسان من بلوغ السمو الحقيقي، أي تحقيق “الألوهية”، وأنّ فقط من خلال التخلي عن الذات وقول الـ “نعم” لله، تتحقق رغبة آدم وجميع بني آدم ببلوغ الحرية المطلقة. هذا ما فعله يسوع في الجسمانية: حقّق ولادة الإنسان الحقيقي من خلال نقل الإرادة البشرية إلى المشيئة الإلهية، فكان لنا الخلاص”.
صمت وموسيقى
نطلب من الرب كل يوم ومن خلال الصلاة الربانية أن “تكون مشيئته كما في السماء كذلك على الأرض” (مت 6، 10). فلنعِ إذاً أنّ مشيئة الله موجودة لنا ومن أجلنا، وهي مشيئة الرب في حياتنا، والتي يجب أن تتحوّل يوماً بعد يوم إلى معيار لإرادتنا ووجودنا، وأنّ “في السماء” تُصنع مشيئة الرب، وأنّ “الأرض” متى عملت بمشيئة الرب، تحوّلت إلى “سماء” لا نجد فيها سوى الحب والطيبة والحق والجمال الإلهي.
في صلاة يسوع للآب، في تلك الليلة الرهيبة والرائعة في الجسمانية، تحوّلت “الأرض” إلى “سماء”؛ “أرض” إرادته البشرية التي ارتعدت خوفاً وألماً، والتي استولت عليها مشيئته الإلهية، بحيث تمّت مشيئة الله على الأرض. وإنّ ذلك لمهمّ جداً في صلاتنا أيضاً إذ يجب أن نتعلّم كيف نضع ثقة أكبر بالعناية الإلهية، ونطلب من الله أن يمنحنا القوة لخلع الـ “أنا” وتجديد الـ “نعم”، وتكرار عبارة “لتكن مشيئتك”، وتكييف إرادتنا مع مشيئته. إنّها صلاة نتلوها في كل يوم، مع أنّه يصعُب علينا أحياناً أن نثق بالمشيئة الإلهية، ونكرّر “نعم” المسيح يسوع، و”نعم” مريم العذراء.
وإنّ أحداث الإنجيل في بستان الزيتون تبيّن للأسف أنّ التلاميذ الذين اختارهم المسيح ليكونوا على مقربة منه لم يتمكّنوا من السهر معه، ومشاركته الصلاة واتحاده بالآب، بل مكثوا مستسلمين لنوم عميق.
لنسأل الرب اليوم أن يمكّننا من السهر معه أثناء الصلاة، وأن نعمل بمشيئته في حياتنا اليومية، حتى ولو كانت تقضي بأن نحمل الصليب. نسأله أيضاً أن يمكّننا من تصبح علاقتنا بالرب أكثر حميمية في كلّ مرة، لنجلب إلى هذه “الأرض” بعضاً من “السماء” الإلهية.
Music the Passion of the Christ soundtrack
طلبات: لنصلي بثقة قائلين ارحمنا يا رب
كثيراً يارب ما نُحب الراحة بعيداً عن السهر والصلاة ومقاومة تجارب إبليس، هبنا ربي نعمة منك فنكون خداماً لك نترجى الراحة بقربك ونسير معلك على طريق الجلجلة فنسهر ونصلي ولا ندخل في التجربة رافعين قلوبنا وأفكارنا وكل ما يبعدنا عنك من هموم واضعيها تحت اقدامك لترحم علينا منك نطلب
نفس حزينة حتى الموت، أحيانا يارب نمضي وراء الحزن والكآبة وننسى أن الفرح هو أساس دعوتنا التي دُعينا إليها، فلا نعمل مشيئتك بل مشيئتنا أهدينا يارب إلى طريق الحق وعلمنا سبل المحبة فنسير درب الفرح الحقيقي ونكون نوراً يضيء دورب الآخرين وملجاً حقيقاً في هذه الارض فنحقق الملكوت منك نطلب
نسبحك اللهم يا خالقنا ومبدعنا، أهلنا أن نكون نحن تلاميذك الذين تركنا كل شيء وتبعناك إن نترك اليوم ضجيج العالم وما فيه من قلق، فنأتي اليك انت الحنان ونرتمي إمام مذبحك رافعين أيادينا للصلاة من أجل كنيستنا وبلدنا وعالمنا ومرضانا وجميع من يطلب صلاتنا فنؤمن بكلامك ونعمل ما تعمله من آيات باسمك يارب الكل. منك نطلب
صلاة تسليم الذات لشارل دي فوكو
أبتي اني اسلم لك ذاتي ، فافعل بي ما تشاء ، ومهما فعلت بي ,فأنا شاكر لك. اني مستعدٌ لكل شيء، وارتضي بكل شيء. ليس لي رغبة اخرى يا ألهي، سوى ان تكمل أرادتك فيا، وفي جميع خلائقك. أني استودع روحي بين يدك، وأهبها لك يا إلهي بكل ما في قلبي من الحب، لآني احبك، ولآن الحب يتطلب مني ان اهب نفسي، ان أودعها بين يدك من دون مقياس، وبثقة لاحد لها لأنك ابي آمين.
ترتيلة
Music the Passion of the Christ soundtrack