اعداد الأخت نعم
ترتيلة
صلاة افتتاحية: أيها الرب الراعي الصالح، لقد اخترتنا، لكي نكون رسل كلمتك في العالم، ونحمل بشرى الخلاص للنفوس. فهبنا يا رب أن نفهم مخططك الإلهي من أجل خدمة كل النفوس التي ترشدنا إليها. يا من بيده كل حياة وكل نفس، أنت وحدك تستطيع أن تشفي نفوسنا. أعطنا يا رب قلباً متواضعاً وأفكاراً سليمة تعيدنا إليك. لا تتركنا فنحن آمنا بك واعترفنا باسمك واخترناك وفضلناك على كل شيء.
حينما وقفَ العالم ضدنا، أرشدتنا أنت يا رب إلى مرعاك الوفير. وحينما قسا علينا الزمن، غمرتنا أنت بحنانك. وحينما خاننا الأصدقاء، عوضتنا بمنهل وفاءك. وحينما خيمت علينا شباك اليأس، أزلتها أنت يا رب برجائك. أنت تعلم يا رب أننا نبحث عن خلاصنا، بالرغم من جميع العقبات التي تعترضنا. ساعدنا يا رب لأنك على كل شيء قدير. يا ربنا يا واهب الحياة ونبع المحبة، أصغ إلى صوت تضرعنا، ونحن نطرق أبواب رحمتك، طالبين بركتك للعمل في حقلك في كل زمان ومكان. نضع بين يديك رغباتنا، بأن نكون قنوات مفتوحة لعمل روحك القدوس، فتصبح الحياة عندنا هي المسيح، ومن خلاله نسمع، وبعينه ننظر، وبه تنطق شفاهنا بالحق. باركنا يا رب وثبت أقدامنا في مسيرتنا على طريق الإنجيل، فما أحلى وما أبهج أن يسير الأخوة معاً، فباسمك نشهد للبشرى، فلتكن كلمتك التي رنت في مسامعنا ناقوساً عذباً يرن في أعماقنا.
مزمور23
الرب راعي فلا يعوزني شيء،
في مراعٍ خضرٍ يريحني، ومياهاً هادئةً يوردني.
ينعشُ نفسي، يهديني سبل الحقِ من أجل اسمه.
لو سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً،
لأنك أنت معي، عصاك وعكازك هما يعزيانني.
تهيئ قدامي مائدة تجاه خصومي،
وتدهن بالطيب رأسي، وكأسي رويةٌ.
الخير والرحمة يتبعانني كل أيام حياتي،
وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام. آمين
صمت وموسيقى
ترتيلة الإنجيل ثم قراءة من أنجيل ربنا يسوع المسيح للقديس بوحنا 9/ 39-10/21
تأمل حول الإنجيل
قال يسوع “أنا الراعي الصالحُ” راعٍ تسمعُ الخراف صوتهُ. لا بل هو الباب الذي يجعل دخولنا إلى الله أمراً ممكناً، جاء إلينا ليُعرفنا من هو إلهنا، ليُدخِلَ الأمنَ والأمان لحياتِنا، يُريدُ يسوع أن يُؤكد في هذا المثل حقيقة خدمة الحُب الحُر. فالراعي الحقيقي يُولد لمهمتهِ، فيغدو القطيع كلهُ صديقاً لهُ، ورفقتهُ هي المفضلة، فلا يُفكر بعد في نفسهِ وراحتهِ، بل يُفكر فيهم أولاً، كلهُ استعداد ليُضحي بحياتهِ من أجلهم.
يسوع هو الراعي الصالح، لأن حياتهُ وتعاليمهُ تقود إلى الصلاح، هو يريد ما هو صالح وطيب للبشر، لقد جاء لتكون لنا الحياة وتكون لنا بوفرة، إنهُ يريد لنا كُلَ خير لأن أمر الخراف يهمهُ ويبذل نفسهُ لأجلها، يسوع هو الراعي الصالح، من أجل جميع الناس، فهو يتسلم من الآب الذي يحبهُ القدرة على أن يبذل حياتهُ وينالها ثانيةً،
إنجيل اليوم ينقل إلينا كلمات يسوع كراعي شعب الله متوقفا عند الرباط بينه وبين الخراف، أي تلاميذه. إن يسوع يتحدث عن علاقة معرفة متبادلة: “إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني. وأَنا أَهَبُ لَها الحَياةَ الأَبديَّة فلا تَهلِكُ أَبداً ولا يَختَطِفُها أَحَدٌ مِن يَدي” (27-28). وإذا تأملنا بدقة في هذه الكلمات فسنرى أن عمل يسوع يظهر في بعض الأفعال، فهو يتكلم، يعرف، يهب الحياة الأبدية، ويحرس.
إن الراعي الصالح، يسوع، هو متنبه إلى كل واحد منا، يبحث عنا ويحبنا، يوجه إلينا كلمته عارفا حتى الأعماق بقلبنا وأمنياتنا ورجائنا، وأيضا فشلنا وخيبة أملنا. الراعي الصالح يستقبلنا ويحبنا على ما نحن عليه، بحسناتنا وعيوبنا، ويهب كل واحد منا الحياة الأبدية. إنه أيضا يحرسنا ويقودنا بمحبة، مساعدا إيانا على عبور الدروب الصعبة والخطرة في مسيرة حياتنا.
يقول يسوع إن خرافي “تُصْغي إِلى صَوتي” و”تَتبَعُني”. علينا بالتالي الإصغاء إلى الرب والتعرف على صوته، ما يعني حميمية معه تتقوى في الصلاة وفي لقائنا المعلم والراعي الإلهي قلبا لقلب. وهذه الحميمية تقوّي في قلوبنا الرغبة في اتباعه، وذلك بخروجنا من متاهة الدروب الخاطئة، والابتعاد عن التصرفات الأنانية، لنسير على الدروب الجديدة، دروب الأخوّة وعطاء الذات محاكين يسوع.
يجب ألا ننسى أن يسوع هو الراعي الوحيد الذي يتكلم إلينا، يعرفنا، يهبنا الحياة الأبدية ويحرسنا، وإلى أن ما علينا كقطيع خرافه هو أن نجهد للإصغاء إلى صوته بينما يتفحص هو بمحبة صدق قلوبنا، ومن هذه الحميمية المتواصلة مع راعينا ينبع فرح اتباعه جاعلين إياه يقودنا إلى كمال الحياة الأبدية.
صمت وموسيقى
قراءة من أفراهات الحكيم: يسوع رأسُ الرعاة
يسوعُ مخلصنا هو رأس الرعاة. هو نورٌ في الظُلمةِ وسراجٌ على منارةٍ يُنيرُ العالمَ ويُطهِرُ الخطايا. هو اللؤلؤةُ الحسنة. ونحن التجارُ نبيعُ مقتنياتنا ونشتريها. هو الكنزُ في حقلٍ، فحينَ نجدهُ، نفرحُ ونشتريه. هو ينبوعُ الحياةِ، ونحن العطاشُ نشربُ منهُ. المائِدةُ المملوءةُ سَمناً وشَبعاً. ونحنُ الجياعُ أكلنا وتلذَّذنا. هو بابُ الملكوت المفتوحُ أمامَ كُلَ الداخلين. وهو الخمرةُ المفرحةُ التي يشربُ منها الباكونَ فينسونَ أمراضَهُم وهو اللباسُ والثوبُ المجيدُ الذي يلبسهُ كل المنتصرينَ. هو كرمةُ الحقِّ وأبوهُ الكرام، ونحنُ جفناتٌ منصوبةٌ فيهِ. هو البُرُج الذي عليه بُنيَ الكثيرون. نحسَبُ النفقةَ لنبني ونُكمِّل هو الختن. والرسلُ هم أصدقاؤُه. ونحنُ عروسُهُ لِنُهيئَ هديةَ العُرس. هو السُلَّمُ التي تُصعَدُ إلى العلاءِ، لنعملَ ونُجاهدَ بها نحوَ أبيه. هو الطريق الصغير الضيقُ لِنُسرِع على خُطاهُ ونبلغَ الميناء.
طلبات: لنصلِّ كلنا بثقةٍ وإيمان قائلين: أيها الراعي الصالح إحمنا وارحمنا
من أجل الكنيسة، من أجل رعاتها وكهنتها، لترافقهم أمنا مريم، ولتساعدهم كيما يستسلموا إلى عمل نعمة الله الذي يحولهم داخليًا. فيكونوا صورة أمينة للراعي الصالح؛ ويتمكنوا من القيام بفرح برسالة معرفة وهداية ومحبة القطيع الذي اشتراه يسوع بثمن دمه. نسألك يا رب.
من أجل الخليقة التي أحبها الله، فنُسَلِمْ أنفسنا كُلياً على مثال أمنا مريم العذراء لربِنا يسوع في الصلاة والعيش بطيبة القلب وببساطة، حتى ساعات الأزمة والتجارب، فالرب أمين ليجعلنا نختبر فرح العيش الحقيقي، والرجاء الوطيد، نسألك يا رب.
كثرت الأمراض وتكاثرت الشرور بين البشر، نضع أمامك مرضَى النفسِ والجسد، كن لهم الشفاء مِن كلِّ ما يؤذي نفوسهم ويهلك أجسادهم، نسألك يا رب.
شرُّ القليلِ من البشر، ينتشر ويفتك بالعالمِ البريء كله، أوقفه أيها الراعي الصالح وأزل نتائجَه منَ الأمراضِ والأوبئة النفسيّة والجسديَّة الخبيثة، فيرحل الألم ويسودَ السلام، نسألك يا رب.
لأنَّك خلقتنا كي نعود إليك، إستقبلنا في حضنك الأبوي ولا تنظر إلى آثامنا، بل أنظر إلى من فدانا بنفسه لتكون لنا الحياة بوفرة، غافرًا لنا ولجميعِ المنتقلين الخطايا والزلات.
ترتيلة بياذ طيبوثاخ ثم الصلاة الربية
صلاة ختامية جماعية:
أيها الراعي الصالح، أنت تملكُ القلبَ بسلطانِ الحبِ لا بحبِ السلطانْ،
اِحْملني إلى مرعاكَ فلا أعود محتاجاً لشيء، ربي، متطلبات الحياة كثيرةٌ، ومتعددةٌ هي تطلعات القلب
ربي، قدرات النفس ضعيفة، وواهية هي قوة المقاومة…
فإلى من ألتجأ وليس لي سواكَ أنت يا راعي نفسي،
إليك وحدكَ التجأتُ، بك أحتمي وفي حضنِكَ أرتمي وأكون:
أسعدَ كائنٍ في الوجود، يكفي أن عيناكَ ترقباني
أغنى إنسانٍ في الأرضِ، ففيضُ كرمِكِ يغمرُني
أهنأ قلبٍ في الحياةِ قلبي فلا خوفَ ولا قلقَ ولا دموعْ
أبهجَ نفسٍ في الكونِ لأنك راعيّ وفي ظلِ جناحيكَ أسيرُ
أنبلَ روحٍ في الدنيا فالخيرُ والرحمةُ يتبعاني مدى الحياةِ
لن أخافَ شراً لأنك معي لن أضلَ الطريقَ فعصاكَ تهديني
لن أخشى العدوَ ولا ظلَ الموتِ فأنتَ ناصري
لن أحملَ همَ قوتٍ أو كسوةٍ أو سكنٍ فأنتَ كفايتي
لن أجوعَ أبداً فمائدتي مهيأة قدامي أبدياً لن أعطشَ أبدا فكأسي دائماً روية
لن أطلبَ ميراثاً فنعمتُكَ تغمرني لن أبحثَ عن آخرِ فأنتَ رفيقُ دربي
جنبُك المفتوحِ يفيض لي مياهَ الراحة، موتُكَ على الصليب فتحَ لي مَرْعَي الفردوس،
وقدمتَ لي صليبَكَ عصاً وعكازاً بهما أفخرُ وأحتمي واتقي شرَ العدوِ.
اغْتسِلتُ بكُليّتِي بمعموديتِك فحملتُ خاتمَ شركةِ طبيعتِك الإلهية،
مسحتني بدهنِكَ فتقدستُ لك بكُليّتِي، وشربتُ من كأسِ دمِكَ فالتهبتْ أحشائي بنارِ حبِكَ
أيها الراعي الصالح أنت طريقي، تحملُني لحِضْنِ أبيكَ
وسط آلامِ الحياةِ تقودني، و في وقتِ ضعفي تحملني على مِنكبيكَ،
وأخيراً تستقرُ بي في بيتك السماوي لأُوجدَ معك أبدياً! آمـــــين
ترتيلة ختامية للعذراء مريم