full screen background image

سهرة صلاة بمناسبة عيد مار يوسف

997

اقامت اخوات دير الابتداء/عنكاوا سهرة صلاة بمناسبة عيد مار يوسف يوم 18/3/2020

عيد مار يوسف مبارك الجميع. نطلب شفاعته من اجل الرهبانية والكنيسة والعالم كله، فننعم بصحة الروح والجسد وتشملنا مراحم الرب

رجل البر والصمت والطاعة

19/ آذار

ترتيلة يا طوانا يا مدبرانا

صلاة افتتاحية:

أيُّها القدّيسُ الجليل مار يوسف سَوْسَنُ النَقاوَة وعَرْفُ القداسةِ الزكيِّ الرائحة، المنتَخَبُ من الثالوث الأقدَس مُرَبِّيًا أمينًا للابنِ الوحيد الكلمةِ المتجَسِّد، يا نموذجَ العِفَّة ومثالَ البرّ، يا مَن اسْتَحْقَقْتَ أن تُدعَى صِدّيقًا بارًّا وصَفِيًّا نقيًّا لأنَّكَ فُقْتَ طهارةً على البَتولين وسَمَوْتَ فَضْلاً على الآباء والأنبياء لَكَوْنِكَ صِرْتَ أبًا مُرَبِّيًا ليسوع المتأنِّس وعَروسًا لمريمَ البتول والدتِهِ الكلّيةِ القداسة ومساعِدًا لهما في احتياجاتِهما، ففيما نحنُ متحقِّقون أنَّ ما من أحدٍ قد استغاثَ بكَ وخَذَلْتَه ولا طلَبَ نعمةً من الله بشفاعَتِكَ إلا نالَها، نتوسَّلُ اليكَ من أعماقِ شقائِنا لكي تَسْتَمِدَّ لنا نحن المَنْفيّين في هذا الوادي وادي الدموع من سيِّدِنا يسوع المسيح نعمةَ الطهارةِ ونقاوَةَ القلب التي لا يستطيعُ أحدٌ خِلْوًا منها، أن يُشاهِدَهُ تعالى في مجدِ الفردوسِ الخالد في السماء وأن يمْنَحَنا حُبًّا حارًّا ليسوع ومريم اقتداءً بك ونعمةً فعّالة لكي نُطابِقَ بين إرادَتِنا ومشيئتِهِ تعالى. فَكُنْ لنا إذًا أيُّها القدّيسُ الشفيعُ المقتَدِرُ مُرْشِدًا وقائدًا، ومحامِيًا في هذه الحياة، وعَونًا للحصولِ على نعمةِ الثبات إلى النَفَسِ الأخير، لكي نموتَ نظيركَ بين يَدَيّ يسوع ومريم. ونشترِكَ معك في المجدِ الأبدي الذي لا يزولُ ونُسَبِّحَ اسمَ الربِّ خالِقِنا في ذلك المُلْكِ المُخَلَّدِ إلى أبدِ الابدين.

المزمور 88

بِمَراحِمِ الرَّبِّ لِلأبدِ أَتَغنَى

وإِلى جيلٍ فجيلٍ أُعلِنُ بفَمي أَمانَتَكَ

لأَنَّكَ قُلتَ: “الرَّحمَةُ تُبْنى لِلأبد وفي السَّمَواتِ ثَبَّتَّ أَمانَتَكَ.

مع مُخْتاري عَهْدًا قَطَعتُ ولداوُدَ عَبْدي أَقسَمتُ.

لأَثبتَنَّ نَسلَكَ لِلأبد ولَأَبنِيَنَّ عَرشَكَ مَدى الأَجْيال”.

يَدْعوني قائلاً: “أَنتَ أبي وإِلهي وصَخرَةُ خَلاصي”

 وأَنا أَجعَلُه بِكْرًا فَوقَ مُلوكِ الأَرضِ عَلِيًّا.

 لِلأبد ِأَحفَظُ لَه رَحمَتي وأَبْقى معه أَمينًا لِعَهدي. آمين

صمت وموسيقى

من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومة

فالوَعْدُ الَّذي وُعِدَهُ إِبراهيمُ أَو نَسْلُه بِأَن يَرِثَ العالَم لا يَعودُ إلى الشَّريعة، بل إلى بِرِّ الإِيمان. … ولِذلك فالمِيراثُ يَحصُلُ بِالإِيمان لِيَكونَ عَلى سَبيلِ النِّعمَة ويَبقى الوَعْدُ جاريًا على نَسْلِ إٍبراهيمَ كُلِّه، لا على مَن يَنتَمونَ إلى الشَّريعةِ فَحَسْبُ، بل على مَن يَنتَمونَ إلى إِيمانِ إِبراهيمَ أَيضًا. وهو أَبٌ لَنا جَميعاً،  فقَد وَرَدَ في الكِتاب: “إِنَّي جَعَلتُكَ أَبًا لِعَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ الأُمَم”. هو أَبٌ لَنا عِندَ الَّذي بِه آمَن، عِندَ اللهِ الَّذي يُحيِي الأَموات ويَدعو إلى الوُجودِ غَيرَ المَوجود. آمَنَ راجِيًا على غَيرِ رَجاء فأَصبَحَ أَبًا لِعَدَدٍ كَبيرٍ مِنَ الأُمَمِ على مما قِيل: “هكذا يَكونُ نَسْلُكَ” … فلِهذا حُسِبَ لَه ذلِك بِرًّا.

قراءة من إنجيل ربنا يسوع المسيح للقديس متى

ويَعْقوب ولَدَ يوسُف زَوجَ مَريمَ الَّتي وُلِدَ مِنها يسوع وهو الَّذي يُقالُ له المسيح. أَمَّا أَصلُ يسوعَ المسيح فكانَ أنَّ مَريمَ أُمَّه، لَمَّا كانَت مَخْطوبةً لِيُوسُف، وُجِدَت قَبلَ أَن يَتَساكنا حامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس. وكان يُوسُفُ زَوجُها باراًّ، فَلَمْ يُرِدْ أَن يَشهَرَ أَمْرَها، فعزَمَ على أَن يُطلِّقَها سِرّاً. وما نَوى ذلك حتَّى تراءَى له مَلاكُ الرَّبِّ في الحُلمِ وقالَ له: “يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. فإِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس، وستَلِدُ ابناً فسَمِّهِ يسوع، لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم”. فلمَّا قامَ يُوسُفُ مِنَ النَّوم، فَعلَ كَما أَمرَه مَلاكُ الرَّبِّ فأَتى بِامرَأَتِه إِلى بَيتِه.

صمت وموسيقى

تأمل للبابا  فرنسيس عن القديس يوسف

        “لقد أطاع القديس يوسف الملاك الذي تراءى له في الحلم وأخذ إلى بيته مريم التي كانت حبلى من الروح القدس كما يخبرنا إنجيل القديس متى، لقد كان يوسف رجلاً صامتًا ومطيعًا؛ رجل حمل على عاتقه وعود النسل والوراثة والأبوّة والبنوّة والثبات.

لقد كان هذا الرجل الحالم قادرًا على قبول هذه المهمّة الثقيلة والتي يمكنها أن تقول لنا الكثير اليوم في زمن التيتُّم القوي هذا الذي نعيشه. لقد أخذ هذا الرجل وعد الله وحمله قدمًا بقوّة لأنّ هذه كانت مشيئة الله.

يمكن للقديس يوسف أن يقول لنا أمورًا كثيرة ولكنّه لا يتكلّم؛ هو الرجل الخفي ورجل الصمت الذي كان يملك أكبر سلطة في ذلك الوقت ولكنه لم يُظهرها لأحد. إن الأمور التي كشفها الله لقلب يوسف هي أمور ضعيفة لأن الوعود هي ضعيفة بحد ذاتها. ومن ثمّ هناك ولادة الطفل يسوع والهرب إلى مصر وأوضاع الضعف الأخرى، وقد حمل يوسف في قلبه أوضاع الضعف هذه كلها وسار بها قدمًا بحنان من يحمل طفلاً بين ذراعيه.

إنه الرجل الذي لا يتكلّم ولكنه يطيع، هو رجل الحنان والرجل القادر على أن يحمل الوعود لكي تصبح ثابتة وأكيدة؛ إنه الرجل الذي يضمن ثبات ملكوت الله وأبوّة الله وبنوّتنا كأبناء لله.

صمت وموسيقى

تتمة التأمل للبابا فرنسيس

لنتأمل أيضاً بيوسف كحارس الضعف وكحارس ضعفنا: هو قادر على استخراج العديد من الأمور الجميلة من ضعفنا وخطايانا. يوسف هو حارس الضعف لكي يصبح ثابتًا في الإيمان، وهذه المهمّة قد نالها في الحلم: إنه رجل قادر على الحلم، وبالتالي هو أيضًا حارس حلم الله: وحلمه هو أن يخلصنا جميعًا، إنه حلم الفداء، والله يكشفه له؛ عظيم هذا النجار! صامت، يعمل ويحرس يحمل الضعف ويسير به قدمًا وهو قادر على الحلم؛ وبالتالي هو شخصيّة تحمل رسالة للجميع.

نطلب من القديس يوسف أن يعطينا جميعًا القدرة على أن نحلم لأننا عندما نحلم بالأمور العظيمة والجميلة نقترب من حلم الله والأمور التي حلم بها الله لنا. وليمنحنا جميعًا الأمانة التي تنمو غالبًا في موقف البرارة والصلاح – هو الذي كان بارًا – وتنمو في الصمت – هو الذي كان قليل الكلام – وتنمو في الحنان القادر على حراسة ضعفنا وضعف الآخرين.

قراءة من القديس افرام السرياني: قُوّة الكَلِمَة

المجد لذلِكَ الصَّوت الّذي صارَ جسمًا

وَللكَلِمَة العُليَا التِي صارَتْ جَسَدًا

سَمِعَتْهَا الآذان وَرَأَتْهَا الأَعيُن

لَمَسَتْهَا الأَيْدِيْ وَأَكَلَتْهَا الأَفْوَاه

أَيَّتُهَا الأَعْضَاءُ وَالحَوَاسّ أَدِّ الشُّكران

لِذَلِكَ الذي أَتَى وَأَحْيَا كُلَّ الأَعضاء

حَمَلَتْ مَريَم حامِل الأَعَالي

وَكَانَتْ مُحْتَجِبَة فيهِ كُلّ الأَلْسُن

كانَ يُوْسُف يَحمِلُهُ، وَيَحتَجِبُ فيه

طَبعٌ عَتِيقٌ أَقْدَمُ مِنَ الكُلّ

كانَ مُلقًى كالطِّفل، وَيَحْتَجِبُ فيه

كَنزُ الحِكمَة الّذي مِنْهُ يَأخُذ الجَميع

طلبات: لنصلَّ كلنا بثقة مرتلين استجب يا رب

  • أيها الآب السماوي، يا من أزحت قلق الشك عن قلب يوسف، وكشفتَ له عن حقيقة حبل مريم، نسألك بشفاعته أن تمنحنا الحكمة في تدبير أمورنا لكي نستطيع أن نطابق حياتنا بمشيئتك القدوسة. نسألك يا رب
  • أيها الآب السماوي، يا من فرّحت قلب يوسف، نسألك بمحبته وشفاعته أن تمنحنا الصبر في فقرنا والجهد في حياتنا، وتُفرح أرواحنا بحضورك ونعمتك، لنحيا رجاءنا المسيحي الذي يقودنا إلى المجد الأبدي. نسألك يا رب.
  • أيها الرب يسوع، يا من عزيت قلب يوسف عندما شاهدك تخضع لشريعة التطهير، وقد أعطاك الاسم الأجمل “يسوع”، نسألك بوداعته وصمته أن تمنحنا نعمة التلفظ باسمك بحب واحترام وأن نطبعه في قلوبنا ونكرمه في حياتنا، ونشهد من خلال أعمالنا وكلامنا أنك أنت مخلصنا ويسوعنا الحبيب. نسألك يا رب
  • أيها الرب يسوع، يا من عرفت عمق الألم الذي عاشه قلب يوسف، نسألك بشفاعته أن تمنحنا النعمة لكي نخدمك بأمانة كل أيام حياتنا، ونحمل صليبنا بفرح عالمين أننا إن شاركناك في الألم فلَسوف نشاركك في المجد إلى الأبد. نسألك يا رب.
  • أيها الرب يسوع يا من حملك القديس يوسف من بيت لحم إلى مصر. نسألك بشفاعته أن تمنحنا النعمة لنحملك في قلوبنا ونهرب من كل ما يسبب لنا أذى وخطيئة، وامنحنا الخلاص والقوة لنواجه كل اضطهاد، ونحفظ بعنايتك في صحراء هذا العالم، ونصل إلى الوطن السماوي. نسألك يا رب.
  • أيها الرب يسوع يا من أطعت إرادة أبيك السماوي، وقد سمحت أن يتألم مربيك يوسف وأمك العذراء لمدة ثلاثة أيام عندما فقداك في الهيكل، نسألك بشفاعتهما وصلاتهما أن لا يعيقنا أحد ولا شيء عن عمل إرادتك، وساعدنا يا إلهنا ألا نيأس من خطيئتنا التي تجعلنا نفقد حضورك بيننا، بل امنحنا نعمة البحث عنك دائما والعيش بالمصالحة المستمرة معك، فنمجدك كل أيام حياتنا. نسألك يا رب.

صمت وموسيقى

الصلاة الربية

صلاة جماعية ختامية:

لأنَّك تسعى لإزالةِ الشّكّ من قلوبِنا،

لأنّك تسعى دَومًا لإظهارِ حقائقَ الأمور،

لأنّك تسعى أن نعرفَ حكمتَكَ المتنوِّعة، سرَّ تجسُّدِ المسيحِ الكلمة، نشكرك،

نشكرك على إهتمامكَ بأدقِّ تفاصيلِ حياتِنا،

نشكرك، على تجسّدِكَ، وعلى حضورِك الدائم في القربان،

نشكرك ونحمدُك ونسجد لك، مع إبنِك وروحك القدّوس، من الآن وإلى الأبد، آمين.

ترتيلة ختامية لمار يوسف