full screen background image

مقابلة روحية مع مار يوسف البتول

734

الأخت دميانة زيا

أيها البار يوسف كما لقبك به الأنجيل وعرفناك منذ خطوبتك بالعذراء مريم وحتى لحظاتك الأخيرة  بين أيدي العذراء ويسوع المسيح ربنا الذين أحبوك كثيراً وشكلتم أروع عائلة مقدسة يقتدي بها عوائلنا المسيحية دائماً أسمح لي من خلال مقابلتي هذه معك أن أتعرف عليك عن قرب وتشاطرني أحاسيسك مع العائلة المقدسة .

تفضلي يا بنيتي فأنا مستعد لأجابتك عن كل ما يخلد في ذهنكِ الحائر تجاه شخصيتي .

  • يحكى أنك تنحدر من سلالة ملكية فكيف تكون الملك النجار؟

      نعم يا بنيتي أنا أصولي منحدرة من النبي داؤد فأنا ابن متان أبن يعقوب ولهذا لاحق هيرودس الطفل الألهي يسوع الذي عرف انه ابني ولهذا هربتُ الطفل وأمه الى خارج سلطة هيرودس. اما عن مهنتي فأحببتها وعلمتها ليسوع أبني على الرغم من أن العمل في زماني كان يعتبر مذلة ومقصوراً فقط على العبيد والغرباء . اما انا فكنت من خلال عملي ابدع في خلق الأشياء وجعل الأخرين يستفادون من عمل يدي وكنت معجب بحكمة الشيوخ التي تقول: من يعيش من عمل يديه اعظم من الذي يخاف السماء.

ما اروع تفانيك وحبك للعمل يا ماريوسف ليت الجميع يعرف قيمة العمل الذي يجننون منه قوتهم اليومي.

  • لقبت بالبتول البار فما هي معنى كلمة البار وهل بقيت بتولاً حتى بعد خطوبتك للعذراء مريم؟

      البار معناه الرجل الذي يحفظ وصايا الله ويعمل بها. كما قيل عن شخصيات عدديدة بالكتاب المقدس مثل زكريا واليصابات بارين عند الله . والبار هو الذي يدخل في مشروع الله مهما كان صعباً . فهل تتذكري يا بنيتي عندما قمت من النوم حتى أصنع ما أمرني به الملاك فهربت بعائلتي من مكان الى أخر خوفاً عليهم ولحمايتهم. أما عن كوني بتول فأني بقيت بتولاً حتى بعد ولادة الصبي . كان الممكن أن أتزوج وابني عائلة وأحقق احلامي حالي حال كل الشبان بعمري ، لكني أكتفيت بتربية يسوع والحفاظ على بتولية أمه وأندهاشي لهذا السر الألهي والأغرب انه كيف تم أختياري من بين كل الشباب الذين تقدموا لخطبة مريم وكيف أزهر الغصن اليابس في يدي فكان لهذا الحدث أثر كبير في نفسي وتعهدت على الحفاظ عليهم الى أخر رمق من حياتي.

فعلاً أنك بتول وبار يا ماريوسف قبلت أن تضيع على أن لا يذكر اسمك ولهذا دعاك متى في أنجيله: باراً، صديقاً، صالحاً.

  • في خلال قرائتي لسيرتك العطرة ومحادثتي لك عرفت أنك كنت سامعاً وطائعاً لأوامر الله التي كانت تأتيك بواسطة الملاك في الحلم فهل هذا الشيء مرتبط بمعنى أسمك؟

أن معنى أسمي يا صغيرتي هو (الرب يزيد) فماذا يزداد لي بعد من عطايا ؟ فأنا ناداني الرب فلبيت النداء حالاً وما انتظرت مثلما أبينا أبراهيم دعاه الرب. فالرب قال والأنسان يسمع، يطيع وهنيئاً له أن فعل. صحيح أني لم افهم ما يطلب مني لكني سمعت وعملت ما طلبه الله مني كما فعلت مريم خطيبتي فأنها سمعت و وافقت على مشروع الله الخلاصي دون أن تكترث لما سيحصل لها لاحقاً.

  • مالذي تهنيء نفسك به دائماً وتشكر الله عليه؟

في الكتاب المقدس كنت أقرا واسمع في المجامع أن كثيرون من الأنبياء تمنوا ان يروا ما أنتم ترون، ويسمعون ما انتم تسمعون(مت13/ 17) فمن رأى الطفل الألهي قبلي أنا ومريم؟ ومن سمع الطفل الألهي ولاحظ  أمام اعينه نموه بالحكمة والقامة غيري انا وامه العذراء شهدنا أدق التفاصيل في نمو كلمة الله فكنا حائرين امام هذا السر العجيب فكنا نحفظ كل هذا ونتأمله في قلبنا .

في ختام  مقابلتي معك يا ماريوسف البتول  أود أن اختتمها بهذه الكلمات:

هذا هو وجهك يا ماريوسف الذي قدمه لنا الأنجيل ، فأكتشفنا فيك الصفات البشرية التي لا تعد ولا تحصى . فأنت ملك وابن ملك وبواسطتك نجى الطفل يسوع من ملاحقة هيرودس الظالم له ومن أبنه أرخلاوس . كنت المعلم ليسوع فانت أول من فتح الكتاب المقدس ليسوع ولقنته جيداً بحيث نراه يجدال من يسمعوه ويسالوه في المجامع. يا رجل الأيمان وسامع نداء كلمة الله في اصعب الظروف البشرية التي واجهتها مع مريم والطفل يسوع.، وكذلك  تستحق أن تلقب بالبتول على غرار العذراء مريم امنا البتول والبار الذي انتظر مجيء المخلص مثل سمعان الشيخ و حنة النبية. فحياتك يا مار يوسف تعلمنا أن نعمة الله التي تفعل في الأنسان، وكل أنسان وكما تفعل فينا أن اعطينا المجال لكي تثمر فينا.  فالله ينظر الى القلب. ولهذا اكتشفنا من خلال ما قرأناه وتأملناه في حياه ماريوسف وعن قداسته وكيف أن الله أختاره لهذه المهمة أن يكون أب أرضي ليسوع المسيح.

ماذا تحب أن توجه لعوائلنا يا ماريوسف كنصيحة أبوية لهم؟

 أود من كل عائلة مسيحية قائمة أساسها على محبة المسيح أن تقتدي بعائلتي المقدسة والتي هي أيقونة عائلية بسيطة لكنها مضيئة جدا. فمنها تُشع نور الرحمة والخلاص للعالم برمته، نورَ الحقيقة بالنسبة لكل إنسان وللعائلة البشرية وكل الأسر. إن هذا النور المنبعث من عائلتي المقدسة هو تشجيع على تقديم الدفء الإنساني وسط العائلات التي تفتقر، لأسباب عدة، إلى السلام والتناغم والغفران. و خاصة العائلات التي تعيش أوضاعًا صعبة نتيجة الأمراض ( خاصة مرض الكورونا) الذي حصد أرواح الكثير من البشر وانعدام فرص العمل والتمييز و العوائل المضطرة إلى الهجرة. فأنا وعائلتي نصلي في صمت من أجل جميع هذه الأسر التي تمر بصعوبات، بسبب المرض أو نقص العمل والتمييز والمضطرة للهجرة، والتي تجد صعوبة في التواصل والتفاهم والتي تعاني من الانقسامات. أتخذونا مجلئكم في كل ضيقاتكم ونحن بدورنا لن ننسى من يلتجئ ألينا ونضع بركاتنا في بيوتكم وعائلاتكم ……. محبتنا الخالصة لكم (العائلة المقدسة).