قال القديس انطونيوس: “إن التوبة مرٌّ مذاقها، خشنٌ ملبسها، ولكنها تقي أصحابها فساد الخطيئة، وتجعلهم في مأمن من دينونة الرب”. وقال أيضًا في عِظة له في الأحدين الأول والثاني من الصوم: “إن التوبة هي تجديد بناء هيكل الروح القدس، الهيكل الذي هدَّمته الخطيئة في نفوسنا وخرَّبته، والذي ترمّمه التوبة وتجدّده. على ان التوبة أيضًا تطهّر القلب من شوائبه وتردّه الى يسوع المسيح، ليسكنه وحده”.
“على ان التوبة التي نمارسها، مهما كان من صرامتها فهي بلا شك خفيفة بالقياس الى ما ارتكبنا من خطايا، وما استحققنا من عذابات بسبب خطايانا، ثم انها خفيفة، بل تكاد لا تُذكر، إذا ما قيست بما تتحمله أنت في سبيل الحصول على خيرات الدنيا، وبالاحرى خفيفة إذا ما قيست بالثواب المُعد لك في الحياة الأخرى”.
ثم قوله خلال أسبوع الآلام:
“إن التوبة ليست إلا في الدهر الحاضر، “من الوادي يشرب في الطريق” (مز 110/ 7). إن وادي المحن والدموع يفيض أيام الشتاء أي الحياة الحاضرة، ولكنه ينضب ويجف في الصيف أي في السماء”.
هذا بعض من كثير قاله أنطونيوس في التوبة، فلنتعظ منه جميعًا.