أيها الآب السماوي أشكرك لأنك علّمتني انني بالصبر في الشدائد أفتدي نفسي وأنال مغفرتك. أعطني يا إلهي أن أصبر على صعوبات العمر وما يرافقها من ضيق وكآبة، قوّني خاصةً عند اشتداد التجارب، اعضدني بنعمتك وعزّي نفسي برحمتك. ذكّرني بأن آلام هذا الدهر لا توازي المجد الذي سيتجلّى فينا. لا تسمح يارب أن نشكَّ بعنايتك وقت الشدّة، أو أن نلقي باللائمة على أهلنا والأقربين إلينا فنتهمهم بسبب الضيق الذي نحن فيه أو بالخطيئة التي نرتكبها أو أن أقول هذه محنة من الله. علّمني يارب أن أضع بين يديك كل صعوبة مهما كانت مستعصية في نظري، ولا تسمح أن تكون الخطيئة ملاذًا لي وقت الألم. فألجأ الى الثورة والغضب، ولا خطل اللسان. فاللسان بين أعضائنا نار وعالم من الإثم ينجّس الجسم كله ويحرق الخليقة بأسرها. هو بليّة لا فرار منها. سمٌ زُعاف… به نُبارك ربنا وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله. ولا يتذّمر بعضنا على بعض فنجرح المحبة الأخوية بل اجعلنا نقتدي بالانبياء الذين تكلموا باسمك في جَلَدهم وصبرهم، وان الخطيئة يارب لا تحلّ صعوبة ولا تفرّج همًا ولا تبدّد ضيقًا، وانني استغفرك أيها الرّب الإله عن كل خطيئة ارتكبتها في ضيقي. علمتُ انه مهما كانت المحنة قاسية والمعركة شرسة وضارية فأنت وحدك قادر أن تعزّيني وترفع عني كل ضيق، واني عند المحنة يارب أكون بأمسّ الحاجة الى حكمتك العلوية التي هي طاهرة مسالمة حليمة سمحة لا محاباة فيها ولا رياء. فأعطني حكمتك واجعلني أتعامل مع من أعيش بموجبها بعيدة عن الانفعال، وأُسامح أخواتي كما سامحنا ابنك الحبيب آمين.
الأخت فرانسواز خلف