full screen background image

اليوم الرابع عشر من الشهر المريمي

1150

طلبة مريم العذراء

إعداد الأخت مارتينا

طلبة العذراء هي من الصلوات الجميلة والغنية في الوقت عينهِ، التي تعوّد المؤمن أن يتلوها في البيوت والكنائس والديرة. هو فعل إكرام للعذراء خصوصاً بعد صلاة مسبحة الوردية، المستحبة كثيراً إلى قلبها. ولو أردنا أن نوجز هذهِ الطلبة بعبارة فنقول… إنها امتيازات العذراء، أي الخصائص التي خصّها الآب بها. هي من استحقت شرف أن تكون أم الله، جيلاً بعد جيل، والأجيال كلها تطوّب “أَمَة الرب” (لوقا1: 38) الوديعة عذراء الناصرة أم الله الحبيبة وأمنا الحنون. الشعوب كلها كانت وهي الآن، وستبقى تمجّد الله على خليقتهِ الأكثر جمالاً وبهاءً وقداسةً وطُهراً. مريم البتول التي باتضاعها أحنت الكلمة الأزلية لتأخذ من جسمها جسداً، وتصبح بشراً وتحلّ بيننا، لتكون لنا الحياة باسمها. رفعت طبيعتنا إلى مستوى الألوهة، لأن من شاركنا في ناسوتنا بتجسّدهِ في أحشائها أشركنا في لاهوتهِ، فلقد أخذ ما لنا ووهبنا ما لهُ ليحيينا ويخلّصنا، إنّ مريم قد رُفعت بنعمة الله، وإنّما دون ابنها، فوق جميع الملائكة وجميع البشر بكونها والدة الإله الكلّية القداسة الحاضرة في أسرار المسيح. لذلك تكرّمها الكنيسة بحقّ بشعائر خاصّة. (المجمع الفاتيكاني الثاني).

إذًا لنتقدم من العذراء مريم بكل ثقة ومن دون تردد ملتمسين منها الشفاعة والعون وهي أم المعونة الدائمة، نسلك بواسطتها طريق السيد المسيح ابنها وإلهها، طريق الحياة والنور والحقيقة. وهذا ما يجعلنا نلتجيء إليكِ أيتها القديسة بقوة، أيتها العذراء مريم، خصوصاً في هذا الشهر المبارك المكرّس لتكريمكِ، راجين منكِ أن تطلبي من يسوع ابنك أن يحفظ عائلاتنا أطفالنا شبابنا وشيوخنا، ويصون أديرتنا وكنائسنا، كانت مريم ولا تزال موضوع إلهام وتأمل ومحبة لدى الملايين من البشر، ولا سيما المؤمنين بابنها يسوع المسيح. إن العذراء مريم أعلنت في نشيد التعظيم “إن الأجيال كلها سوف تطوبني، لأن القدير صنع بي العظائم” (لوقا1: 48)، وكأني بها كانت تراني أنا شخصياً وأنت أيضاً، لأننا نحن من هذهِ الأجيال التي ترغب بتطويب البتول الدائمة أم الله.

(تقول القديسة ترازيا الطفل يسوع): “إنني اتجه نحو الآب السماوي الذي خلق مريم وخصّها بهذهِ الفضائل، وجعلها ابنتهِ الغالية ووالدتهِ القديسة، وقد عظّمَ شأنها فأصبحت المباركة بين النساء (لو1: 42) والممتلئة نعمة (لو1: 28) والكلّية القداسة. مريم هي المرأة التي تستحق كل محبة واحترام بإعلان ذاتها أَمَة للرب… فهي تسحرني باتضاعها وفضائلها، هذهِ الفضائل الخفية التي تجعلها كلّية القدرة وتجتذب إلى قلبها الثالوث الأقدس، فيتجسّد في حشاها الابن السماوي للآب وروح الحب يغمرها بظلهِ، وإن القديسة مريم الكلّية الطهارة تجعلني اشعر بأنهُ من غير المستحيل أن أقتفي خطاها، إنها ملكة المختارين وقد جَعلت درب السماء الضيق مرئياً، وهي تمارس بلا انقطاع أكثر الفضائل تواضعًا، يا سلطانة الملائكة الوديعة، مسحورةٌ أصغي إلى النشيد المقدس الذي ينبثق من حشاكِ. فتعلّمينني أن أرنم المدائح الإلهية وان أُمجّد ابنك ومخلّصي الفادي يسوع المسيح، بك صنعَ الكُلي القدرة عظائم أريد أن أتأملها لكي أباركهُ فيها.

مريم هي ملكة السماء والأرض ما أعذب مُلكُكِ الذي يقود إلى الحرية، نحو الحياة يا سلطانة الوردية المقدسة يا مريم والدة الله نتضرّع إليك نحنُ عبيدك المساكين تنعمّي علينا باستعمال ورديتكِ المقدسة حسناً، كيما نجني منها الثمار المفيدة لأنفسنا وأجسادنا”.

لنصلِّ: يا مريم أمنا الرحومة كوني ملجأنا وحمايتنا وينبوعاً منهُ نتناول جميع النِعم السماوية لخلاصنا، وطريقاً يؤدي بنا إلى الملكوت، كيما نستحق السعادة الأبدية بمعونتكِ القديرة حتى نُعظّمُكِ ونمجّد الآب والابن والروح القدس إلى الأبد. آمين.