full screen background image

ليلة عيد الفصح

571

الأخت بولين جورج ميخا

ليلة عيد الفصح

إنها ليلة عشاء الفصح

أردت أن تتعشى معي

لكن:

وسوس إبليس في أذني فصرت مثل يهوذا لأسلمك

خلعتَ ثيابك وغسلت رجليَّ

فلم أسمح لك بأن تغسلها مثل بطرس، لكن:

عندما علمت إنه لن يكون ليَّ النصيب إلا عند غسل قدميَّ

أردت أيضاً أن تغسل يدي ورأسي

لكنك قلت من أغتسلت قدماه فهو طاهر

إنك تعرف وتعرف جيداً من سيخونك

تعرف جيداً من سيسلّمك، فقلت:

لستم جميعاً أطهاراً.

أنت تعرف من تختار

أنت تعرف من سيسلّمك، لكن:

 دخل الشيطان فيَّ

أخذت اللقمة مثل يهوذا وخرجت للحال

رغم هذا؛

أعطيتنا وصية الحب

الحب العظيم الذي به نحب أخوتنا

قلت لك سأتبعك حتى المنتهى

لكن:

أنت تعرف كل شئ

أنت تعرف أني سأنكرك

ذهبتَ مع تلاميذك إلى بستان الزيتون

أنا  ( يهوذا ) كنت أعرف هذا البستان؛ أعرفه جيداً

كثيراً ما كنتَ تجتمع بنا نحن تلاميذك للصلاة هناك

لكن:

حان الوقت

جئتُ مع جنود وحرس وبيدنا مصابيح ومشاعل وسلاح…

جئنا إلى البستان حيثما كنتَ تصلي والتلاميذ نائمون…

قبّلتك، لكنها قبلة الخيانة بدلاً من قبلة الحب والصداقة

فبقبلتي قبضَ الحرس عليك

وسلموكَ إلى حنان وقيافا

أنكرتك ( بطرس) أمام الفتاة حارسة الباب، أمام الحرس والخدام

وحال أنكرتك

نظرتَ إليَّ؛ نظرة ملؤها الحب

سئمتُ في الحال

جعلتني أبكي بكاءً مراً

لم أبكي قط

لكن:

وخزَ فيَّ الضمير جعلني أبكي وأبكي ثم أبكي

لطموك، جلدوك وأنا السبب

فضلوا باراباس عليك

ضفروا أكليلاً من شوك ووضعوه على رأسك

ألبسوك ثوباً أرجوانياً

اخذوا يلطمونك ويبصقوا عليك

هذا كله بسببي

ناديتُ بأعلى صوتي طالبةً صلبك

أخذوك وحمّلوك الصليب

صُلِبتَ بين لصّين

واحد من يمينك والآخر من يسارك

قَسم الجنود ثيابك وأقترعوا عليها

فوق كل هذه الآلام

كانت أمك واقفة

سلمت أمر أمك إليَّ

كما سلمتَ أمري لأمك

سقوك خلاً ممزوجاً بمرارة

طعنوا جنبك

آه يا يسوع! أليس غريبًا؟

أكلُّ هذا من أجلي أنا الخاطئة الضعيفة؟

ها أنا أعترف إليك ونادمة

باكيةً بكاً مراً على خطاياي مثل بطرس

فجعل مني صخرة حبٍ، تتدفق منها الحياة للآخرين

نعم يارب

حبك الحقيقي تجلّى على الصليب

مانحاً لي الحياة

اصلبني معك في درب الحياة

اجعلني على مثالك أداةً تستعملها كيفما تشاء

أصلبني معك

لكي ينبثق مني الحب

فأبقى معك إلى الأبد.