الأخت رفقة
كيف يمكن أن يكون لنا قلب تائب ومتواضع؟ لنطلب أولاً وقبل كل شيء الروح القدس ليساعدنا على ترك العناد والتصلب بالرأي، لنتأمل الآن وللحظة إذا كنا سنتمكن من النظر في مرآة ضميرنا لوحدنا أمام الله؟ كم سنرى من الكبرياء والغرور؟ كم سنرى من التواضع المزيف؟ ربما نتحسر ونندم في هذا الوقت بالذات، لأننا كنا نردد كثيراً “أنا” “أنا” ” أنا”.
الله يتواضع وأنت تتعظم؟ كما كان القديس برناردوس يقول لنفسه والقديس اوغسطين قبله كان قد كتب “ربك يتواضع وأنت تتكبر؟ الرأس يتواضع والجسد يتكبر؟”
السماء والأرض مملؤتان من مجد الله، فقط قلب الانسان يستغني، لأنه مملوء من مجده الخاص، وليس من مجد الله، هكذا هو مهتم بذاته، فهو يعمل على أن تُقَّدم له الخدمة على عظمته هو، حتى لو كانت الأشياء من عمل الله “فمن ميزك أنت على غيرك؟ وأي شيء لك مانلته من الله؟ فإن كنت نلته فلماذا تفتخر كأنك مانلته؟” ( 1قورنثية 4:7 ).
كي يكون لنا قلب تائب ومتواضع، علينا أن نضع أنفسنا مكان المرأة الزانية التي تكلم عنها يوحنا الانجيلي، التي وضعها الكتبة والفريسيون في الوسط متهمة، صامتة، عيونها تنظر نحو الأسفل تنتظر حكمها، نحن أيضاً عندما توجه لنا تهمة سرق مجد الله، وإذا كنا الان لا نستطيع الهروب بفكرنا الى مكان اخر او نتراجع الى الخلف ونقول فيما بيننا: “هذا كلام صعب من يطيق ان يسمعه؟” عندما نختبر كل هذا، عندها سنخفض عيوننا ونقرع صدورنا قائلين من الأعماق كالعشار” ارحمني يا الله انا الخاطئ”، حينها فقط ستولد في ذواتنا اعجوبة القلب التائب والمتواضع، نحن أيضاً مثل تلك المرأة عوض عن الدينونة سنختبر مجد الغفران وعندها سنترك العجرفة والجحود ونشكر الله على عطاياه بروح التواضع، عندها فقط سيكون لنا قلب جديد.
*تأملات مترجمة بتصرف