full screen background image

الابتسامة الصادقة

756

حِينَئِذٍ امْتَلأَتْ أَفْوَاهُنَا ضِحْكًا، وَأَلْسِنَتُنَا تَرَنُّمًا. حِينَئِذٍ قَالُوا بَيْنَ الأُمَمِ: إِنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ الْعَمَلَ مَعَ هؤُلاَءِ” (مزمور 126:2).

          الابتسامة الصادقة شفاء للإنسان، وبلسم يريح النفس ويزيل الحزن والعناء. الابتسامة تبعث فينا روح المحبة والفرح والرجاء، وتعطي لمن حولنا طاقة أمل متجدّدة في الحياة. الابتسامة هي أجمل لغة بدون كلمات، انها تضئ وجهك وتهبك الصحة وتُصلح من مزاجك وتشفي عقلك الباطن. إن وجهك في معظم الأحيان لا تراه أنت بل يراه الآخرين، فقدّم منه ابتسامة صادقة وكلمات طيبة ومحبة بلا رياء، فتسعد وتكون نبعٌ لا ينضب من الفرح لمن حولك. فلنفرح بالرب وتبتهج أرواحنا بالله مخلّصنا، ولا ندع شيء ينزع فرحنا منّا “فرحًا أفرحُ بالرب. تبتهج نفسي بإلهي. لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص. كساني رداء البِّر، مثل عريسٍ يتزيَّن بعمامةٍ، ومثل عروسٍ تتزيَّن بحُليِّها”  (اش 61 : 10).

          إن ابتسامتك الصادقة للآخرين هي أيضاً مصدر سعادة لهم، وهي تفوق العطاء المادي في تأثيرها النفسي لذوي الحاجة، وطبعًا عندما يصحب العطاء المادي المحبة. إن حاجتنا الى الفرح والمحبة والدفء العاطفي بالابتسامة ربما تفوق حاجتنا الى الطعام، وعندما نكون مع أحباء لنا نمرح ونسعد، فإننا ننسى حتى الطعام ونحرص على استمرار اللقاء. إن ابتسامتنا الصادقة تؤثر على العقل الباطن لنا ولمن حولنا، وتسهّل التواصل والتفاهم والانسجام، وفي مواجهه المواقف الصعبة بالابتسامة نمتص الغضب، ونبتعد عن جو التوتر، ونجد قبولاً حسنًا من الأخرين. علينا أن نبتسم ونفرح مع الناس، ونحزن مع الحزانى ونحاول تخفيف أحزانهم. إضحك مع الناس، ولكن إياك أن تضحك عليهم أو تسخر من ضَعفاتهم، وأبتعد عن الضحكات الزائفة، ولتكن صادقًا في محبتك، ودوداً في ابتسامتك، مشاركًا الناس آلامهم وأفراحهم، وليكن لك ثقة ان كل الضيقات والتجارب ستنتهي، وان خفة ضيقتنا الوقتية تُنشيء لنا ثقلُ مجدٍ أبدي. في كل يوم قُل مع المرنّم “هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ولنتهلل به” (مزمور 118/24).

          لا تحمل كراهية أو حقداً في قلبك لأحد، ولا تدع تصرفات الآخرين تدمّر سعادتك، فأنت سفير السماء، ووطنك الذي تمثله على الأرض لا يوجد فيه الإ السعادة والفرح. فلنكن إذاً سفراءً لله وللسماء، ونعمل على جعل حياتنا على الأرض رحلة ابتسامة ومحبة وفرح وترنيم وسعادة، بمجرد ابتسامة وقلب نظيف ونفس سموحة… هكذا نعيش جمال الحياة. بالابتسامة نتجاوز الحزن، وبالكلمة الطيبة نتجاوز الكراهية. الابتسامة أمرها عجيب للغاية، إن رسمتها لحبيب شعر بالراحة، وإن رسمتها لعدو شعر بالندم، وإن رسمتها لمن لا تعرف أصبحت صدقةً لك، وإن رسمتها لنفسك ازددتَ قوة.

          لنبتسم ونجعل الأمل أقرب إلينا!. لو كان باستطاعة الإنسان أن يعطي الأمل فلا يبخل به (فعليه ان لا يبخل به). يارب ساعدنا، يارب سهّل طرقنا لنزرع الابتسامة حيث ما نكون ومع من نكون. آمين

الأخت كلارا حكمت