الأب فيليب هرمز خوشابا الدومنيكي
تشبه دعوة نثنائيل مثل الرجل الناصح الذي درس كلمة الله ومحصـّها، لكنه لم يختبرها
دعوة فيليبس لنثنانئيل هي مقاسمة لفرح انتظار طويل بحثوا عنه في شوارع وبيوت الأرض المقدسة
هي نظرة فاحصة لكلمات العهد القديم ومدى تحقق عهد الله مع شعبه
هي لحظة الدهشة في أمنية تحققت بدون توقع، فالمسيح هنا، أمامنا، معنا، حولنا وفينا
لكن الزمن شكاك، الرجل الذكي يشك، لكنه يبحث عن الحقيقة، “أيخرج شيء صالح من الناصرة؟”
وكم جميل أن فيليبس لا يرد على السؤال، بل يقول “تعال وانظر”
الكنيسة دائمًا تدعو للمشاركة في فرح المسيح
يعني أن كل دعوة تأتي من آخر، تأتي من الكنيسة، نحن استلمنا الدعوة، وندعوا آخرين بدورنا
الخبرة الإنجيلية لا تتحقق إلا بعيش الكلمة، إلا بتجسد الكلمة في حياتنا
لا يمكن لكلمة الله أن تكون فقط نظرية على رفّ المكتبة، بل واقع يتجسد في حياتنا
ولهذا نحن على المحك؟ كيف يمكن أن نشعر الآخرين بأن المسيح يسكننا؟
صعوبة المحب هو الكلام، المحب يعيش ويحاول تمرير إحساس نغمة حبه للآخرين
ولهذا يتعجب نثنائيل من أن المسيح قد رآه، قد وجده، قبل الكل، تحت شجرة التينة
وهي شجرة ترمز عند اليهود بشجرة معرفة الخير والشر
وكانت معروفة في وقت نثنائيل بأنها شجرة تأمل كلمة الله في الكتاب المقدس وتدريسها للطلبة
لقد حان الوقت كي نشعر بأن السماء مفتوحة في كل وقت، بأنها مع يسوع أصبحت حقيقة
كل دعوة هي سماء مفتوحة على البشر
هناك بعد عمودي رهيب في دعوتنا، لأننا نرمز إلى القدسي في حياة الكنيسة
بالنتيجة، لا يمكن التقرب من الآخرين بدون اهتداءات حقيقية إلى سماء يسوع
يوجد مثل صيني يقول : “عندما تخرج من البيت، أصبغ سماءك بالأزرق”
هذا ليس معناه التفاؤل الساذج، أو التقويات البسيطة العابرة،
بل هو برنامج حياة، نجعل من ذواتنا جسورًا على شاكلة حلم يعقوب، كي يعبر إبن الإنسان إلى ضفة البشر.
هل أنت شكاك مثل نثنائيل؟ هل أنت فيليبس الذي يقبل الدعوة مباشرة؟ هل أنت مثل بطرس الذي ينظر يسوع إليه ويغير إسمه، معناها يغير مصيره ووجهته وحياته.
أي نوع من التلاميذ أنت؟ هذا هو السؤال
ولا يوجد جواب إلا منك أنت ومن طبيعة حياتك وبحثك.
“تعال وأنظر” بسهولة كبيرة تــُقال، لكنها إبحار في العمق مع يسوع.
في دير بنات مريم الكلدانيات – المسبح – بغداد