المقدمة:–
حينما يقول شخص ما إن هناك طريقًا واحدًا للوصول الى الله !! فأن ذلك يبدو وكأنه ليس عدلاً.
فالكثير من الناس لديهم طرق مختلفة ومفاهيم مختلفة عن الله! فمن له الحق في القول إن هناك طريقاً واحداً صحيحاً؟ أليس من الممكن أن تكون كل الطرق بصورة أو بأخرى تؤدي إلى الله؟ تماماً مثل الجبل الذي يمكن الوصول لقمته بطرق متعددة…
كل الطرق تؤدي الى الله.
أن أول شيء علينا ملاحظته هو أن جملة “كل الطرق تؤدي إلى الله”. هذا يعني بأن لكل الناس مهما كان دينهم وبغض النظرعن الغاية التي يحاولون الوصول إليها سيصلون إلى الله. ومن الأسباب التي تجعل الناس تقول ذلك هو عدم وجود دين أفضل من الآخر.
من المهم أن نوضح: إن كل الناس متساوون في القيمة مهما كانت اعتقاداتهم. فاعتقاد أي شخص سواء كان حقيقياً أو لا، لن يزيد أو يقلل من قيمة الشخص. ومع ذلك فإنه ليس من المنطقي أن نقول إن كل المعتقدات متساوية، فكثير من الأديان تتناقض مع بعضها وهذا يعني أنه لا يمكن أن يكونوا كلهم على حق. ان من خواص الحقيقة أنها تستثني كل ما يناقضها، وهذا يعني أن كل ما يناقض الحقيقة لا يمكن أن يكون حقيقياً، لهذا فلا نستطيع أن نقول إن معظم الديانات صحيحة. فقد نجد في كثير من الديانات بعض الحق وبعض الباطل أيضاً، فحينما نتكلم عن الله لا يمكن أن تكون الجمل المتناقضة كلها حقيقية. إن المسيحية تقول أن الله هو إله شخصي وهو دائماً يبحث عن الناس. هذا الإله قد صار إنساناً لكي تراه وتعرفه البشرية، ولكي تعرف مقدار حبه لها. إن كان ذلك حقيقياً فإن المعادلة تختلف تماماً. هذا يعني أن الله ليس في نهاية طريق ما منتظراً من يجده، بل إنه يبحث عنك بغض النظر عن أي طريق أنت فيها، إنه يريد علاقة شخصية معك. فليس الهدف النهاية التي سنصل إليها، لا بل العلاقة التي سنحيا بها ومعه. فمن خلال يسوع المسيح (الله المتجسد) يمكننا أن نعرفه وندخل في علاقة شخصية معه، ولكن هناك طرقاً عديدة، بها يمكننا أن نجد يسوع المسيح ويمكن بها أن يجدنا هو!
الخاتمة:–
نستطيع أن نقول بالنهاية بأن سبب ما يعيشه أو يعكسه الإنسان من مواقف سلبية هو بسبب رفض الآخر او بسبب قراءة أو سماع تفسيرات مغلوطة عن الآخرين. وعليه يجب معرفة الآخر وفهم إشكالية أخرى كيف نفهم بأن الاله الذي نعبده هو نفسه في مفهوم الايمان الذي يمتلكه الآخر (الأديان السماوية)، وإننا مدعوون لقبول الآخر والتحاور معه برحمة واحترام.
الأخت فرح يوسف آدم