في إحدى أسفاري، تعرفتُ الى إمرأةٍ لا توحي لكَ سوى بالتسلية، ولأنها كانت تجلس الى جانبي في الطائرة حدّثتها لأقتل الضجر. فأُعجبتُ بأسلوبها وبسعة اطِّلاعها على كل اخبار العالم وعلى أحدث الإبتكارات، وأُعجبتُ بطلاقة لسانها في أكثر من لغة، شكوتُ لها بعض مشاكلي الصحية فبادرتني القول: “لا دواء لكِ على الإطلاق إلا المسيح”. دُهشتُ، وأصغيتُ لها. كنتُ أظنها تعرفُ كل العالم وكل شيء إلا المسيح والإنجيل. قالت: “إذا تلقيتِ ضربةً ما، جسدية كانت أم معنوية، فأول انفعال سيكون الرَّد على هذه الضربة بالمِثل. وهذا الرَّد يُكلفكِ عناءً وسهرًا وتخطيطًا، فتشعرين بالغضب وبخيبة الأمل إذا لم ينجح الرَّد تمامًا، ويعلو ضغطكِ وتَضيق نَفسُكِ وتَنقبض وتَتشتت. هنا يأتي المسيح، فيقول لكِ: “سامحي”، وعندما تُسامحين توفرين على نفسكِ كل الإنقباض الذي ذَكرتهُ لكِ وترتاحين”.
الأخت فرانسواز خلف